ولذلك رأيت طبع هذا الكتاب طبعة تجريبية عسى أن يتصور بعض الذين لديهم معلومات عن تلك الأسر سواء أكانوا من أفرادها أم من غيرهم أهمية تلك المعلومات، وأن عدم وجودها - بالذات - هو أمر غير طبيعي.
وقد كاد النقص في المعلومات المتعلقة ببعض الأسر يفت في عضدي، ولكنني رجعت إلى نفسي مقنعًا إياها بأن (شيئًا خير من لا شيء) كما يقول الأقدمون، ولو لم يكن في ذكر أسرة من الأسر إلَّا تسجيل اسمها وضبط لفظه لكان هذا مما يستدعي التسجيل، فضلًا عن كوني اجتهدت في تدوين أخبار الأسر كلها إلَّا من لم أستطع الحصول على أي شيء ولو قليلًا من العلم بحالهم.
[الأسر المنقرضة]
وهناك أسر ورد لها ذكر في القديم يكون أحيانًا ذكرا ظاهرًا، بل مجلجلًا ويكون أحيانًا ذكرًا خافتًا بل هامسًا فأبحث عنها، فلا أجد عنها معلومات أستطيع الحصول عليها في الوقت الحاضر، وقد أسأل عدة أشخاص من الذين أتوسم فيهم المعرفة عنهم، ولكنني لم أجد من يعرف أحدًا منها الآن، أي لا نعرف لها بقية، وذلك إما أن تكون منقرضة بالفعل والانقراض أن ينقطع نسلها من الذكور، لأن البنات ينسب أولادهن إلى آبائهن الذين هم من أسر أخرى.
ومثل تلك الأسر يحكم عليها بأنها منقرضة، ولكنني جربت أن عددًا قليلًا من الأسر التي حكمت عليها، نتيجة للسؤال عنها، والسؤال عمن بقي منها بعد ذلك أنها منقرضة، مع أنه قد بقي منها عدد قليل من الأفراد لم نعرفه، ولم يعرفه من سألناهم عنها أول الأمر.
وأضرب مثلًا واقعيًا على ذلك، فقد عثرت في المكاتبات على أسرة (الفضيلي) وينطق باسمها بكسر الفاء والضاد على لفظ النسبة إلى فضيل أو الفضيل وواضح من الكتابات أنها كانت من أهل الصباخ جنوب بريدة.