للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فسألت عددًا ممن أثق بمعرفتهم بهذه الأمور عما إذا كان بقي من هذه الأسرة أحد، فنفوا معرفتهم بذلك، وبعضهم حكم ابتداء أنها أسرة منقرضة.

وفي يوم من الأيام كنت في بيتي في الرياض لسبب من الأسباب، وإلَّا فإن مقر عملي في مكة المكرمة، وإذا ببنية عندنا تأتي إلي وتقول: عند الباب رجل يبيك:

فتحت الباب فوجدت شابًا لطيفًا متعلمًا، بل مثقفًا معه مجموعة من الأوراق فناولني إحداها، وقال: نحن من (مصلحة الإحصاءات العامة) ونجري استطلاعًا عن عدد من المسائل مذكورة في هذه الورقة، ولصاحب البيت الحق في أن يجيب على ما يود الإجابة عنه من الأسئلة المطروحة فيها، ويترك الإجابة على ما لا يريد.

قال: وأرجو أن تكتبوا فيها ما تودون وتخرجوه من تحت الباب حيث سأمر عصرًا وأخذه من دون أن أحتاج إلى أن أطرق الباب.

فشكرته، وقلت: لك ذلك، ولكن أخبرني عن اسمك الكريم، فقال: أنا فلان (الفضيلي)! !

قلت له: من أي بلد؟ قال: من بريدة.

قلت له: هل أنتم من الفضيلي أهل الصباخ؟ قال: نعم! ! !

وهكذا تبين بالمصادفة ما لم أحصل عليه بالسعي الشاق، وهو أن أسرة (الفضيلي) لم تنقرض.

وانقراض بعض الأسر كان أمرًا واقعًا لكثرة الحروب والأوبئة والمجاعات، بل والنكبات الأخرى، وحتى الأمراض قد يكون لدى بعض الأسر ضعف عن مقاومتها فيصيبها المرض ويقضي عليها.

وقد ذكرت بعضها في هذا الكتاب على قلتها في منطقة بريدة.