يحفروها زيادة على ما حفرت سابقًا إذ إنهم لم يتكلفوا لحفرها إلا بأخذ التراب الساقط فيها مع طول الزمن.
[القصر الأثري الرابع في قرية الجديدة]
ثم وصلنا إلى أطلال قصر أثري رابع في قرية الجديدة وهي هجرة راشد منقرة من شيوخ قبيلة بلي، فمررنا على ذلك الشيخ في خيمة كبيرة، وكان حوله بعض أبنائه وخدمه، فرحب بنا وهو لا يعرف من نحن، ومن أين أتينا، وإلى أين نريد، فسألته عن القصر القريب من منزله ما اسمه؟ ومن الذي بناه؟ فقال مازحًا:"هذا قصر جدنا" والقصر أكثر إحكامًا في البناء من القصور الثلاثة التي مر ذكرها، وفيه بقايا الفخار ولم يتساقط طوبه من الجدران ولكن البدو يأخذون منه ما شاءوا فقد وجدت آثار الحفر الجديدة فيه، كما وجدت عربة صغيرة تدفع باليد ينقل عليها صاحبها بعض أنقاض القصر فوجهت نظر الأمير إلى ذلك، ولكن الأمير شيخ كبير قد ضعف بصره، ولا أدري هل يقدر أهمية هذه الآثار حق قدرها أم لا، وربما تصور هو أو بعض من حوله أنها تسبب لهم مجيء من لا يرغبون في مجيئه، كما وجهت أنظار أبنائه لذلك، وقد رأيت بعض الغرف مبلطة بطوب أحمر خفيف طول الطوبة نصف ذراع في نصف ذراع وهو يشبه ما حصل من العبث بهذا القصر ما حصل في قصر عبد الله بن عامر بالأسياح في القصيم.
ذرعت القصر فإذا هو مائة وعشرون ذراعًا في مائة ذراع، وبهذه المناسبة - وما دمنا نتحدث عن أهمية الآثار - أحب أن أسترعي نظر وزارة المعارف ومصلحة الآثار وبصفة خاصة إلى قصر عبد الله بن عامر في الأسياح بعين ابن فهيد من توابع بريدة فإنه ما زالت الأيدي تعبث به وتزيل بعض معالمه بنقل الفخار منه بسبب عدم إدراك فائدة بقاء هذه الآثار التاريخية.