كان فهد بن علي الرشودي وأخوه إبراهيم في هذه الأثناء غائبين في العراق، ولذلك لم يحضرا شيئًا من هذه الحوادث، وكان عبد العزيز بن حمود المشيقح، أحد أركان الجماعة الكبار قد ترك بريدة إلى عنيزة، قال لي ابنه عبد الله: إن الوالد قال لنا: أنا لا يمكن لي أن أقاتل الملك عبد العزيز آل سعود ولا يمكنني أن أقاتل جماعتي أهل بريدة الذين مع ابن مهنا، لذلك رأيت الاعتزال فانتقلت إلى عنيزة بصفة مؤقتة.
ولكن الساحة لم تخل من رجال فيهم رجل ولا كالرجال إنه الزعيم الكبير محمد بن عبد الرحمن بن شريدة الذي نهض بالأمر وقام بما يخلص البلاد وأهلها خير قيام فاتصل بالملك عبد العزيز سرًّا واتفق معه على أن يدخله مدينة بريدة من الباب الشمالي لأن الأمير محمد بن عبد الله أبا الخيل كان في القصر جهة الشرق وبعض المقاتلين كانوا في جنوب المدينة التي هي الجهة التي قد يهجم منها ابن سعود كما يظنون عليهم.
وأخذ محمد بن شريدة من الملك عبد العزيز وعدًا ألا يمس بسوء أي شخص شارك في هذه الفتنة، أو حَرَّض عليها أو حتى قاتله وقاتل جيشه.
حتى أمير بريدة محمد بن عبد الله بن مهنا لا يمسه بسوء هو وأسرته والمقربين منه من الرجال لا في رقابهم ولا في أموالهم، ولا في أي شيء يتعلق بهم، بل يتيح لمن يريد منهم أن يخرج من بريدة الخروج سالمًا أمنًا على نفسه وماله، وذكر أشخاصًا بأعيانهم منهم الأمير محمد بن عبد الله المهنا وأفراد أسرته ومنهم الشاعر الكبير محمد بن عبد الله العوني ثم واعد الملك عبد العزيز على أن يدخله من الباب الشمالي لبريدة وهو الذي يقع مكانه الآن على شارع