عدموا زروع كثيرة وخربوا قلبان بالصباخ، ثم قصد شمال عن بريدة في طرف الشقة، يريد منزل له فبلغه في ذاك اليوم خبر أن ابن رشيد ظهر، يريد نصرة أهل بريدة، ثم ثور يريد مقابلة ابن رشيد، ولما وصل إلى الكهفة رجعت إليه سبوره قالوا ابن رشيد في ديرته ما ظهر (١). انتهى.
ثم زحف الملك عبد العزيز آل سعود بجيشه حتى نزل في (سعة الله) وهي نخيل واقعة في شمال الصباخ مما يلي بريدة فخرج إليه جنود أمير بريدة محمد العبد الله أبا الخيل ودارت معركة بين الفريقين انتهت بهزيمة الجيش الذي أرسله الملك عبد العزيز، وعلى الأقل إخراجه من ذلك المكان القريب من بريدة بعد أن تكبد عددًا من الإصابات من قتلى وجرحى.
أقول: قال شاعر بريدة الذي هو مشايع للأمير محمد بن عبد الله المهنا محمد الصغير قصيدة في هذه الوقعة منها قوله:
من بريدة ظهرنا ... دون خضْر الرطايب
بسعة الله ذبحنا ... كم صبيّ وشايب
فابعد الملك عبد العزيز قليلًا واكتفى بالحصار الذي بدأ يؤتي أكله إذ اضطر كثير من أهل الخبوب والقرى القريبة من بريدة إلى الهرب من أماكنهم وترك نخيلهم وفلايحهم للضياع وذلك أن بعض الجهال من الأغراب صاروا يتعرضون لهم حتى خشوا على نسائهم فضلًا عن أموالهم.