تولى حجيلان على إمارة بريدة وما يتبعها من القصيم في عام ١١٩٤ هـ، وعندما غزا سعدون بن عريعر بريدة في عام ١١٩٦ هـ كان هذا السور كاملًا فصده ورده كما سجل ذلك المؤرخون في كتبهم الذين سنورد كلامهم ونعلق عليه بما سمعناه من الإخباريين مما يتعلق به إن وجد لدينا تعليق.
وإذا كان حجيلان بن حمد قد أظهر الحزم والعزم والحكمة العالية منذ أول توليه الإمارة، فإنه قد بني هذا السور وكأنه ينظر بعين الغيب إلى شدة حاجة بريدة إليه.
ونبدأ من كلام المؤرخين بما ذكره المؤرخ الحصيف عثمان بن بشر عما فعله سعدون بن عريعر الذي قدم بجيش جرار إلى بريدة يريد أن يهاجمها ويقضي على نفوذ الموالين للدولة السعودية في القصيم، ثم يذهب من ذلك - بزعمه - إلى القضاء عليها في الأماكن الأخرى ثم في مقرها في الدرعية.
وذلك لكون ابن بشر واضح العبارة، كلامه خال من السجع وإلَّا فإن المؤرخ حسين بن غنام أحق منه بالبدءة بالكلام لكونه أقدم منه عهدًا، وقد سجل ذلك قبل ابن بشر، وقد زعم بعض الباحثين أن ابن بشر أخذ الكلام على هذا وأمثاله من ابن غنام، وإن لم يصرح بذلك.
قال ابن بشر في حوادث سنة ١١٩٦ هـ (١):
ثم دخلت السنة السادسة والتسعون بعد المائة والألف، وفيها أجمع أهل القصيم على نقض البيعة والحرب، سوى أهل بريدة والرس والتنومة، وقتلوا كل من ينتسب إلى الدين عندهم خصوصًا المعلمين الذين يعلمونهم أحكام