الطين اليابس الذي يحمله في مكانه فيخلطة الخلاطون من البنائيين وهو في مكانه وذلك لكون السور عريضًا.
وقد أدركت أقساما من سور حجيلان هذا فرأيت أن أسافلها يريد عرضها على مترين، وقد خلط الطين فيها خلطًا جيدًا قويًّا معمولًا كله بالعروق وليس فيه من اللبن شيء، والعروق الطين الذي يبني به، مفرده: عرق، وهو الذي يكون في نحو نصف المتر من الطين في الجدار فيترك ذلك العرق حتى ييبس، ثم يبني فوقه مثله وهكذا.
وهكذا سار العمل المتقن الضخم في بناء هذا السور حتى صار عرضه وارتفاعه وقوته بالنسبة إلى ما يعرفه الناس في نجد وما كان في حكمها من قوة الأسوار التي كانت تبني من الطين، والجدار من الطين إذا كان عريضًا لم تستطع العوارض الجوية كالأمطار والرياح النيل منه.
ودعم السور بأبراج عديدة وهي كالمقاصير والأبنية المحكمة التي تفتح إلى جهة البلد وتكون مغلقة من الجهة التي هي خارج السور فيدخل إليها من البلد عن طريق السور، ومهمة هذه الأبراج هي المراقبة والمدافعة، لأنه بدون وجودها يمكن أن يتسور أناس من الأعداء السور متخفين خلف جداره، ولكن الذين في البرج يرون من يكون خارج السور ولا يستطيع من يفعل مثل ذلك أن يخفي نفسه عمن يكونون فيها.
وجعل مقاصير وهي أكبر من الأبراج في أركانه الأربعة وهي جمع مقصورة مبنية بناء محكما وفيها الخروق والعيون في حيطانها التي يرى من فيها من يكونون خارجها ولا يرونهم ويرسلون منها ما في بنادقهم على الأعداء خارج السور ولا يستطيع الأعداء رمي من في السور لضيق الفتحات فيه.
وعندما استكمل بناء السور أعاد حجيلان على أهل الخبوب والقرى الحيوانات التي أرسلوها للإعانة على بناء السور.