بريدة من هجمات المغيرين والغزاة عليها واحتلالها لاسيما في عام ١١٨٨ هـ بسبب عدم وجود سور حولها قوي محكم.
قال الإخباريون بعد أن نضجت فكرة بناء هذا السور العظيم في نفس حجيلان جمع أهل القرى والحبوب التي تتبع بريدة، وقال لهم: نبي نبني على بريدة سور يحميها ويحمينا، وحمايتنا حماية لكم لأننا إذا أخذت ديرتنا أخذتوا أنتم، والسور لنا ولكم حتى أنتم تحتمون به إذا ضاقت عليكم الأمور.
وقال: حنا أهل بريدة ما علينا ناقص رجال، عندنا رجال كافيين للعمل لكن علينا ناقص (دبش) أي دواب لأجل أن تنقل الطين الذي يبني به السور.
وهذا صحيح لأن موقع بريدة رملي، ليس فيه طين صالح للبناء، وإنما يجب نقل الطين الحر من مكان آخر، والمكان الآخر الذي فيه الطين الحر ليس بعيدا، بل هو في الخبيب الذي كان لا يزال آنذاك، مغطى بطبقة طينية لكونه مستقرا لوادي الفاجرة الذي كان ينتهي عند السادة يركد في الخبيب.
قالوا: فاتفقوا على أن يتحمل أهل الخبوب والقرى القريبة من بريدة إرسال دواب من الإبل والحمير وفق نصيب حدوده فعلى سبيل المثال بعض الخبوب عليهم أن يرسلوا إلى بريدة عشرة أباعر و ١٥ حمارًا، والخب الآخر والقرية الأخرى دون ذلك أو أكثر منه.
وذلك كله من أجل توفير المقدار اللازم من الطين للسور.
حدثني والدي رحمه الله عن مشايخ الإخباريين أن الخلاطين وهم الذين يخلطون الطين الحر حتى يصير طينًا جيدًا للبناء كانوا يخلطونه في مكانه من السور قبل أن يرتفع فكان البعير يأتي وعليه حمله من الطين في مراحل تفتح من أسفلها وهي كالزبلان - جم زبيل - الكبيرة، وتكون عادة من الخصف وهو الحصير فيقفه صاحبه على أساس السور، وما كان أعلى منه قليلًا ويفرغ