ومن ذلك أنني عندما كنت مديرًا للمعهد العلمي في بريدة جاءني كتاب من الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم الذي كان (المدير العام للكليات والمعاهد العلمية) يقول فيه: إنه تلقى كتابًا أو قال تلقى الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس الكليات والمعاهد العلمية كتابًا من الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد يرشح فيه الأستاذ علي بن عبد الله الحصين لوظيفة مساعد مدير المعهد العلمي أي وظيفة مساعدي في المعهد.
فعجبت من ذلك وقلت في نفسي: ألم يكن الأولى بالشيخ عبد الله الحميد أن يتصل به ويسألني عما أراه في هذا الأمر، لأن وظيفة (مساعد مدير المعهد العلمي) تمسني أكثر من غيري؟
ألم يعلم أن الأصول المتبعة في مثل هذا الأمر أن يكون ترشيح الموظف لوظيفة رئيسية هو من قِبَل رئيس الإدارة، وهو أنا في هذه الحالة، وليس من الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد وأمثاله ممن لا علاقة لهم بالوظيفة، ولا بهذا العمل ولا يعرفون معرفة حقيقية ما يتطلبه من مؤهلات، وما يتصل به من ظروف.
هذا وقد أبلغت الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم أن وظيفة (مساعدي مشغولة الآن بشخص مؤقت، وإنني مرشح لها شخصيًّا أثق به.
[فكر الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد من إحدى رسائله]
لم يكن من عادة مشايخنا في بريدة الإسراع للتأليف، ولذلك تجد أن مؤلفاتهم قليلة بالنسبة إلى علمهم الكثير، ونحن لا نلومهم فيما يتعلق بالتأليف في الأمور الدينية المجردة التي خدمها علماء الإسلام من قبل، فهي صارت معروفة مألوفة، إلا فيما يتعلق بما كان استجد من المسائل وهي قليلة بالنسبة إلى الفترة التي نعنيها، وهي التي تنتهي بنهاية اصطلاحية هي عشر الستين من القرن الرابع عشر الهجري.