يسافر مع شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد ومن الطبيعي أن المشايخ هم الذين يطلبون منه أن يرافقهم، وليس هو الذي يطلب ذلك.
والثالث هو كاتب هذه السطور، وقد اختارني الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - بالإضافة إلى قربي منه قرابة روحية - لأنني أستطيع - كما صرح بذلك - استخراج المسائل من الكتب، ولأنني كنت القارئ عليه، وإلا فإنني لم أمارس القضاء من قبل وكانت سني في السابعة والعشرين.
فكان الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد أكثرنا مشاركة في موضوع الأحكام، وكان الشيخ عبد الله يرسله إلى الأماكن المتنازع عليها من العقارات والأراضي ويكون معه بعض المشايخ أو موظفي الجهات الرسمية ذات العلاقة.
وينبغي أن نوضح هنا أنه لا توجد قرابة نسب بين شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد وزميلنا الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد هذا، فالأول من أهل معكال حارة في الرياض تقع إلى الجنوب من حي دخنة في مدينة الرياض، والثاني من أهل بريدة، وإنما ذلك مجرد مصادفة وتشابه أسماء.
وقد استمرت هذه المهمة لإنهاء القضايا القديمة في الحجاز نحوًا من أحد عشر شهرًا كلها في عام ١٣٧٢ هـ وتركتها بعد أن انتهى عملهم في جدة وصاروا يتهيئون للسفر إلى المدينة المنورة بعد أن جاءني تعيين في إدارة المعهد العلمي ببريدة الذي كان أول معهد علمي يفتتح في المملكة بعد معهد الرياض العلمي، فتوجهت إلى الرياض.
وقد ذكرت أمر هذه المهمة القضائية وما صاحبها في كتاب:(ستون عامًا في الوظيفة الحكومية).
وكان الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد يسعى في حاجات الناس ويشفع لهم، يسرع إلى ذلك حتى يصل ذلك به أحيانًا إلى حد التطفل أو عدم الحصافة.