هو العالم الجليل والورع الزاهد الشيخ سليمان بن ناصر العبودي، ولد هذا العالم في مدينة بريدة سنة ١٣٤٣ هـ وقرأ في الكتاتيب فحفظ القرآن وجوده، وتعلم مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب وتربي تربية أبوية كريمة وشرع في طلب العلم بهمة ونشاطٍ ومثابرة.
ومن أبرز مشايخه: عبد العزيز العبادي وعمر بن محمد بن سليم ومحمد الصالح المطوع، لازم هؤلاء بجد حتى أدرك في الأصول والفروع، وكان نبيهًا قويًّا في الحفظ سريعًا في الفهم، ولما افتتح المعهد العلمي في بريدة سنة ١٣٧٣ هـ انتظم به وظل طالبًا فيه حتى تخرج منه فانتظم في كلية الشريعة في الرياض وتخرج منها من الفوج الأول، وكان في بريدة وفي الرياض إبان دراسته فيهما ملازمًا لحلقات مشايخه فيهما في المساء والليل ومنهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وعبد اللطيف بن إبراهيم وعبد العزيز بن باز كما أن ابن باز أحد مدرسية بالمعهد والشيخ عبد الرحمن بن عودان وعبد الله الصالح الخليفي وعبد الرزاق عفيفي وابن رشيد وغيرهم.
وقد حصل على دورة خاصة لتعليم المكفوفين، ثم عمل في مجال التعليم زمنًا طويلًا ثم عين قاضيًا في محكمة بريدة سنة ١٤٠٣ هـ (١)، فكان مثالًا في العدالة والنزاهة مسددًا في أحكامه وظل قاضيًا إلى أن أحيل للتقاعد سنة ١٤١٠ هـ. فتجرد للعبادة والتدريس والإفتاء نفعًا للخلق، وكان على جانب كبير من الأخلاق العالية، والصفات الحسنة وآية في التواضع والاستقامة في الدين وله هواية في الأدب والتاريخ والسير والمغازي.
ويقرض الشعر بمهارة تامة، وله ديوان شعر جمع فيه نظمه، ولا يزال
(١) هذا انقلاب في التعبير، فهو عين قاضيًا أولا، ثم انتقل إلى التدريس.