وقد حدا ذلك حسبما أخبرني به سليمان بن علي المقبل، ببعض أنصار آل مهنا، على أن يفكروا باستقلال صالح الحسن بإمارة بريدة، وإن لم يحصل ذلك بالفعل، وذكر لي اسم شخص كانت معه أوراق يكتب بها أسماء من يريدون أن يكون أمير بريدة - وحده - أمير القصيم.
فبلغ الملك عبد العزيز ذلك، وخشي أن ينفرط عليه أمر القصيم فيخرج من يده ففاجأ صالح بن حسن المهنا بالقبض عليه وعلى بعض الأقوياء من أسرة آل مهنا وعلى رأسهم مهنا الحسن أخو صالح وحملهم إلى الرياض.
لقد أغضبت هذه الخطوة أنصار المهنا ومنهم الصغير والعوني وهما من كبار الشعراء.
ولكن الملك عبد العزيز حكيم، فقد عين في إمارة بريدة محمد بن عبد الله المهنا ابن عم صالح الحسن، ولكن بقي أنصار صالح الحسن غير مرتاحين لهذه التطورات، ولذلك أغروا محمد العبد الله بعد سنتين من توليه الإمارة بخلع القصيم عن الملك عبد العزيز وإخراجه من ملكه وأن يستقل بحكمة محمد بن عبد الله المهنا.
وكان من أهم المشايعين له على ذلك الشاعران الكبيران محمد العوني ومحمد الصغير.
وبقية ذكر ذلك تأتي في رسم (المهنا) من حرف الميم بإذن الله.
شعر الصغيِّر:
لقد بقي شعر الصغيّر فترة في صدور طائفة من الرواة المعاصرين لتلك الأحداث من أهل البلد يحفظونه ويتداولونه ولكنهم لم يكونوا يكتبونه ولما جاء الجيل الذي بعدهم كان أكثره قد نسي فحاول أن يسجل ما بقي.
وأهم من فعل ذلك، بل إنني لا أعرف أحدا قبله فعل فعله صديقنا الأستاذ