وأذكر أن الشاعر العامي المجيد عبد الله بن علي بن صقيه) وهو شاعر مشهور عندما سمع مني بعض شعر الصغير طلب مني أن أكتبه له، فقلت له: أنت ليست لك علاقة بأهل القصيم، ولا بمدلول هذا الشعر فلم تطلبه؟
فقال: ما ذكرته صحيح، ولكن أعجبني الشعر وكلامه قليل النظير! ! إن شعر الصغير كثير جدًّا وما أعرف شاعرًا له من الشعر الحماسي هذا المسمى بشعر العرضة مثل الصغير في كثرته، وتنوع بحوره، أو لنقل تنوع تفاعيله التي تلتقي كلها في كونها من شعر العرضة.
وكان الناس فيما أدركناه في الصغر يتناشدون أشعاره بما يشبه السِّرّ، لأن الرجل كان معارضا للملك عبد العزيز مغرمًا بالمهنا حكام بريدة.
ومع أن أكثر أشعاره ليس فيها ذم للملك عبد العزيز ولا سب له، بل بعضها فيها مدح وهي التي كان الصغير قد أنشاها عندما كان أهل القصيم ومنهم المهنا يتعاونون معه ضد حكم عبد العزيز بن رشيد على القصيم.
ولكن بعد أن هزم الملك عبد العزيز آل سعود ومعه أهل القصيم ابن رشيد ودخلوا بريدة وعنيزة ثم قتل عبد العزيز بن متعب بن رشيد الخصم اللدود للجميع في (روضة مهنا) عام ١٣٢٤ هـ صار صالح بن حسن المهنا هو أمير بريدة حسب ما قيل من الاتفاق الذي كان قد تم بين الملك عبد العزيز آل سعود وآل مهنا على أن تكون إمارة بريدة وما يتبعها من القصيم لهم، ولكن صالح الحسن شخصية قوية، وأسرته كانت لها الإمارة من قبل صار يتصرف تصرفات تشبه التصرف المستقل، رغم وجود الملك عبد العزيز في بريدة في بعض الأحيان، قالوا: ومن ذلك أنه كان يصوت في البلد: وين أنت يا باغي العشاء؟
يعشى بذلك الجائعين من المسافرين والفقراء، وهي خطوة مهمة في ذلك الوقت للدعاية للشخص.