عندما كنت مبتدأ بطلب العلم في عام ١٣٦٤ هـ على وجه التقريب رأيت طلبة العلم من أتباع المشايخ آل سليم يتداولون رسالة يقولون: إن ابن عمرو كان كتبها للأمير محمد بن رشيد وأرسلها إليه في حائل يحرضه فيها على المشايخ من آل سليم وطلبتهم.
ولم أكن في ذلك الوقت قد صار لي اهتمام بمثل هذه الرسالة فاطلعت عليها كما يطلع الإنسان على المعلومات العامة، إذ كان عمري آنذاك تسع عشرة سنة وكانت مخطوطة إذ لم تكن توجد في ذلك الوقت رسائل مكتوبة على الآلة الكاتبة، ولم نكن عرفناها بعد، وإنما كل شيء يتم عن طريق النسخ باليد، ولم يكن بإمكاني آنذاك أن أعرف كاتب تلك الرسالة ولا كان من شأن الناس آنذاك أن يبحثوا مثل هذه الأمور، وإنما كانوا سلموا بأنها رسالة من ابن عمرو أرسلها إلى ابن رشيد لما ذكر.
وقد غابت عني مثل هذه الأمور أو غبت عنها لسنين طويلة، حتى وصلت إليَّ رسالة الشيخ ابن عمرو إلى ابن رشيد مكتوبة بالآلة الكاتبة.
وقد تمنيت أن تكون بخط ابن عمرو حتى نقارنها بخطه على رسائل أخرى حتى نستيقن من صحتها.
ومع ذلك وجدتني عندما قرأتها أعتقد بصحتها، لأن الأسلوب هو أسلوب جماعة الشيخ ابن جاسر، وإن لم يكن عند أحد منهم الجرأة على إرسال مثل هذه الرسالة حتى الشيخ إبراهيم بن جاسر الذي هو زعيم تلك الجماعة لا نعرف له رسائل من هذا النوع.
وقد ذكر جماعة من المعروفين عندنا بأنهم بالفعل من أنصار آل سليم وأن دفاعهم عنهم شديد، وأن هجومهم على من خالفوهم من جماعة ابن جاسر كان شديدًا أيضًا.