للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرآن عن ظهر قلب، ويحب الشعر النبطي، ويلهج بالحكمة.

وكانت وفاته في آخر رمضان من هذه السنة، وخلف أبناء صالحين فمنهم الشيخ عبد المحسن وسيأتي ذكر ترجمته، وأما الشيخ عبد الرحمن فقد توفي قبله ومرشيء من ترجمته، ومنهم المؤرخ وغيرهم وتوفي قبله عبد العزيز وعبد العزيز، وكان له خمس بنات مات عن أربع منهن وغالب ذريته كانوا صالحين (١).

قال ابن عبيد في حوادث سنة ١٣٠٥ هـ، وفيها وفاة جدنا أبي الوالد عبد المحسن بن عبيد آل عبيد قدس الله روحه، ونور ضريحه، وكان قد عمي بصره في آخر عمره وله صبر على خشونة العيش وقوارع الزمان، وله أصحاب وإخوان ذوو نظر سليم وصدور زكية وأعمال مستقيمة وكان والدنا برا به وقد خلف ابنين وبنتًا (٢).

[أبناء عبيد العبد المحسن]

رزق عبيد العبد المحسن بأبناء نجباء أذكياء.

منهم عبد الرحمن بن عبيد العبد المحسن طلب العلم وهو صغير فنبغ في ذلك، وكان شاعرًا له شعر جيد، وكان ذكيًّا، بل كان يتوقد ذكاءً سافر مع شيخه الشيخ عمر بن محمد بن سليم رحمه الله إلى الأرطاوية عام ١٣٣٧ وذلك بعد أن ظهر من الإخوان الذين هم الأعراب المتدينون تشدُّدًا في الدين، وعداءً للملك عبد العزيز، وبعد أن كان الملك عبد العزيز قد أرسل إليهم مشايخ منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز العنقري والشيخ أبو حبيب الشثري لوعظهم وعظًا مباشرًا، فلم يفد ذلك فيهم، فرأى أن يذهب الشيخ عمر بن سليم مع عدد من طلبة العلم إلى الأرطاوية مقر فيصل الدويش فيجلس الشيخ عمر لطلابه


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٣، ص ٢٨٥ - ٢٨٨.
(٢) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ١/ ص ٢٥٦.