إلتفاتًا، ومن ذلك أنه قد يحتج بقول غير معصوم من المفسرين أو السلف الصالح كأن يقول: قال مقاتل أو السديّ أو مجاهد على بطلان قول سيد قطب مع أن أولئك مثله غير معصومين ويتكلمون في عصر كانت المعلومات والمعارف عن الأمور المحسوسة قاصرة، فكيف يكون قول أحدهم وهو غير معصوم حجة في المظاهر الكونية، وعلى هذا القياس قول سيد قطب حجة فيها، وسوف أسوق نماذج من رده، ليتبين منها أسلوبه في ذلك، ومدى قبول الناس لهذا الأسلوب، بل تقديرهم له، وذلك رمز لرفض الثقافة الحديثة حتى ما يكون متعلقًا بالأمور التجريبية والمشاهدة.
إن أهم المباحث في كتابه إنكاره كون الأرض تسير وسياقه لأدلته على أن الأرض ثابتة وأن الشمس تدور عليها.
قال الشيخ عبد الله الدويش في كتابه ص ١٦٣:
[سورة فاطر، الموضع الخامس بعد المائة]
قال في الجزء الخامس ص ٢٩٣٧ على قوله تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} الآية، والإنسان سكان صغير من سكان هذه الأرض والأرض تابع صغير من توابع الشمس والشمس نجم مما لا عد له ولا حصر من النجوم، والنجوم وإن هي إلَّا نقط صغيرة - على ضخامتها الهائلة - متناثرة في فضاء الكون الذي لا يعلم الناس حدوده، وهذا الفضاء الذي تناثر فيه تلك النجوم كالنقط التائهة إن هو إلَّا بعض خلق الله. أ، هـ.
الكلام على هذا من وجوه:
الوجه الأول: قوله والأرض تابع صغير من توابع الشمس هذا لا دليل عليه.
والوجه الثاني: قوله والشمس نجم خلاف ما ذكره الله في كتابه كما قال تعالى {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ}، وقال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ