للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

موضع الاستقبال حتى قرت العيون بالسلام عليه ورؤيته ثم إنه سار إلى موضعه في المخيم المنصور (١).

[رثاء في الذيب]

قال فهد بن محمد بن صالح (الربيعان):

عندما فاجأ القدر المحتوم محمد الذيب في (ألمانيا) في ١/ ٣/ ١٣٧٩ هـ إنصدع القلب وذرفت العين لفقد أحد رجالنا الأخيار، فلا حيلة لنا ولا خيار إلا أن نسترجع ونمد يد الضّراعة إلى الله سبحانه بأن يتغمده بواسع رحمته:

علم لفانا من بعيدات الأقطار ... يعنك أنّه ما صادف النفس بالخير

الله يجازي ساعي الجو بضرار ... والمانيا يا رب عطها المخاسير

اللي ورد منها فجوعات واكدار ... أمر دهانا فيه وآل المقادير

خبر وفاة اللي على الجار والدّار ... إمصيبةٍ يرثى لها ألشّر والخير

لولا القضا واحكام ربي والأقدار ... لحاول الأخطار وأبدي المعاذير

شكواي لمن يعلم خفيّات الأسرار ... حزن الأميمة والعيال المصاغير

عطف الأبوّة يجبر النفس بجبار ... وفقد الحنان يكسِّر القلب تكسير

فقد الثنا والمجد والطيب والكار ... فقد الكرم والجود فقد المشاهير

فقد المروّة والشهامة والاخيار ... فقد البها والعز - فقد المغاوير

بحكم المحبة والديانة والجوار ... أبكي على فخر الوطن يا مناعير

أبكي إمحمد ياهلي سر واجهار ... أبكي ولو قالوا: هبيلٍ وغرّير

أبكي بكا المنصاب في يوم الأخطار ... أبكي عليه واذرف الدّمع غزّير

مانيب مجزاع على (الذيب) جوّار ... ولنيب من اللي يجهلون المقادير

لشك القلب من خليا فومار ... لا بد ما يخفق إلى جاء تغيير

يا الله وما غيرك كريم وغفار ... يا واسع الرحمة ويا كاشف الضير


(١) تذكرة أول النهى والعرفان، ج ٤، ص ٢٣٧ - ٢٣٨.