وكنت حاضرًا وصوله في تلك الوزارة وشاهدًا نزول الطائرة التي أقلته، وهي أول مرة تقع فيها عيني على الطائرة، قال الشيخ ابن عبيد: وفيها أمر ابن سعود بتأسيس مطار في مدينة بريدة في القصيم وبعث لهذا العمل ضابط الحرس الخاص - محمد الذيب - فشرع العمال في تعبيد صحن المطار ومسحه وجعل لذلك وكيل وعمال وعلى رأسهم أمير المقاطعة والضابط يرشدانهم ويبينان الخطة المرسومة، وكان ذلك في غرة ربيع الأول، ولما كان بعد شهر أعني في غرة ربيع الثاني شحنت السيارات النقلية بالأرزاق والأطعمة وقامت من الحجاز والرياض متماسكة إلى بريدة عاصمة القصيم واستمرت في النقل من غرة الشهر إلى ١٥ منه حتى بلغ عدة ما ورد من الأرز والدقيق، والسكر، والبن، والشاي، والهيل قريبًا من ستين ألف كيس ولا يعلم أحد حقيقة الأمر غير أن تلك الأرزاق وما يتبعها من المعدات الحربية التي قدمت بعد ذلك مع الجنود تنبئ بأمر مهم شخصت الأبصار لها وقامت العاصمة تستعد باحتفالاتها لقدوم الملك، ولما أن كان في ١٢ من الشهر قدمت الدبابات والمصفحات ونصب على كثب الرمل الحمراء في الموضع المسمى التغيرة ما يقرب من ألفي خيمة وامتد بناء الخيام حتى بلغت مساحة الأرض التي نصبت فيها مع الخيام الأخرى التي نصبت بعد ذلك ما يزيد عن تسعمائة ألف متر مربع لم قدمت السيارات النقلية وسيارات الركوب بعد ذلك.
ولما أن كان في صباح ١٧ ربيع الثاني خرج أهالي القصيم إلى المطار للاستقبال، ففي تمام الساعة الثانية عربية صباحًا أقلت الطائرات عاهل الجزيرة من الرياض وعدتها ثمان طائرات من بينها الطائرة الخاصة الملكية يصحبه أنجاله والحرس الخاص، ثم إنها هبطت في الساعة الثالثة تزيد خمس عشر دقيقة، ولما هبطت الطائرات في القصيم كانت ساعة مشهودة استعد فيها أهالي القصيم باحتفالهم البديع فملؤا الصحاري، وجلس صاحب الجلالة في