لذلك لم نجد عندهم عناية بالأصل القديم الذي تفرعوا منه، ولا البلد الذي جاءوا منه إلى منطقة القصيم، والمراد كيفية مجيئهم وسببه، وتاريخه، إلا ما رووه متفقًا مع ما يعرفه أهل الوشم الذي كانوا فيه قبل مجيئهم إلى القصيم وهو أنهم كانوا في (أشيقر في منطقة الوشم، وأنهم من (آل أبو عزام) وهذه أيضًا أول ما سمعت بها من أناس من أهل الوشم ثم صدقها المهتمون بذلك من (المشيقح) وأبناء عمهم.
وقد رجعت إلى بقايا (آل أبو عزام) الذين بقوا في الوشم ومن أهمهم بالنسبة إلي الشيخ عبد الله بن إبراهيم العبودي - هكذا اسمه مطابق لاسم أسرتنا - ولكنه من (آل أبو عزام) الذين منهم المشيقح يقينا وهو شيخ كبير القدر آخر ما عرفت عنه أنّه يشغل المرتبة الرابعة عشرة، وهي مرتبة وكيل الوزارة المساعد، ويعمل باحثا في رئاسة الإفتاء والدعوة والإرشاد التي كان يرأسها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
فلم أجد عندهم إلَّا ما ذكرته فيما سبق.
[رحيل أوائل (المشيقح) من أشيقر إلى عنيزة]
يجب الانتباه إلى أننا نقول هنا (المشيقح) للتعريف وإلا فإنهم عندما رحلوا لم يكونوا يسمون المشيقح، وإنما كانوا يقال لهم (آل أبو عزام).
رحلوا إلى عنيزة، وليس لدينا تاريخ موثوق به يحدد تاريخ رحيلهم مثل غيرهم من الأسر التي لا يكون بين أبنائها مؤرخون أو كتبة مهتمون بتسجيل أخبارهم، ولكننا نفترض من القرائن وما لدينا من المعلومات الصحيحة فنقول إنّ هجرتهم من أشيقر إلى عنيزة كانت في القرن العاشر أي في عام ٩٥٠ هـ على وجه التقرير.
وقد سلكوا في الهجرة إلى عنيزة مسلك كثير من أهل الوشم الذين يهاجرون من أشيقر إلى عنيزة في ذلك الوقت كأسرة آل بسام والقاضي.