للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بقوا في منطقة عنيزة نحوا مائة وخمسين سنة أو نحو ذلك كما سبق توجيهه.

وقد حصلوا أثناء ذلك على ثروة مكنتهم من شراء أملاك وعقارات كانوا أجروها أو صبروها بعد ذلك، وبقيت معروفة إلى عهد قريب، حتى بعد أن صار المشيقح أغنى أغنياء القصيم.

وكانوا يعتبرون ريع تلك العقارات وهو ربع قليل للأسرة كلها أي للمشيقح وللأسر المتفرعة معها أو التي هي من أبناء عمهم التي تفرعت مثلها منهم عندما كانوا في عنيزة.

حدّثني عبد الكريم بن عبد الله ابن التاجر الثري عبد العزيز المشيقح أن محمد الحميّد - بتشديد الياء - عندما كان تاجرًا جمالًا بين بريدة وعنيزة كان يأتي إلينا بصبرة أملاكنا في عنيزة.

أقول أنا كاتبه محمد العبودي: لقد عرفت محمد بن حميد السعد المذكور وهو من آل خويطر جَمَّالًا لديه إبل يتنقل بين بريدة وعنيزة ولكنه كان تاجرًا أيضًا يبيع لنفسه ويشتري.

وذلك في حدود سنة ستين وثلثمائة وما قبلها وما بعدها بقليل، وهذا أمر ثابت حتى إنّ واحدًا من (المبيريك) وهم الملقب (أبو نصرة) أخذ وكالة من المشيقح ليطالب بتلك الأملاك ليستعيدها وقد أصبحت ذات قيمة، ولكنه لم يستطع، ربما لكونه لم يستطع تحديدها أو لم يستطع أن يجد الأوراق التي تحددها، أو لم تكن مدة الصبرة فيها قد انتهت.

ولا يزال المشيقح يذكرون أبنية عديدة في عنيزة واقعة في أرضهم القديمة حتى قالوا لي: إنّ جامع عنيزة الكبير كانت أرضه من أملاكهم، أو قالوا من أوقافهم، قدموها للذين بنوا المسجد.