وهذا يدل مع ما عرفناه بالاستفاضة على أن المشيقح صاروا أهل ثراء في عنيزة فيما كانت أجورها أي صبرتها معروفة إلى عهدنا.
والصبرة هي الأجرة القليلة العقار لمدة طويلة، وأهل عنيزة بالذات معروفون من بين مدن القصيم وقراه بطول مدة الصبرة المذكورة عندهم حتى وقفت على صبرة مدتها ألف سنة، في مقابل أجرة تدفع سنويًا، إمّا أن تكون نقدية، أو بعروض كالقمح والشعير.
أما الإيجارات لمدة خمسمائة سنة ومائتي سنة فإنها شائعة وهي الصبرة.
وأخبرني أحد آل مشيقح أن أحد العقارات انتهت (صبرته) وهي مدة إجارته الطويلة، وأن المشيقح أجروه أيضًا مدة طويلة لمدة مائة سنة، أو أكثر من ذلك قليلًا، وقد أفادتني هذه العقارات فوائد منها أن إقامة أوائل المشيقح الذي يجب أن نعود ونذكر بأنهم لم يكونوا يسمون المشيقح في ذلك الزمان قد أقاموا في عنيزة طويلًا حتى أثروا وتملكوا عقارات فيها، لأن طبيعة الاقتصاد وضيق المعيشة، وقلة الثروة لم تكن تسمح بأن يتملك المرء العقارات من الأراضي الزراعية والنخيل وحتى البيوت وغيرها بسرعة.
ولكن الفائدة الكبيرة لها بالنسبة إلينا من الناحية العلمية التاريخية أنهم كانوا ملكوها قبل أن يتفرعوا إلى تلك الأسر العديدة التي نعرفها الآن، لأن عبد العزيز بن حمود المشيقح رحمه الله وهو الذي ولد في عام ١٢٩٠ هـ؛ وتوفي في عام ١٣٧٢ هـ. كان يقسمها بين المشيقح وبين الأسر التي هي أبناء عم لهم كما سبق نقل ذلك عن (الهاشل) فدل ذلك على أن تلك الأسر الكثيرة كان أصلها واحدًا في عنيزة أي عندما كان أوائلهم في عنيزة، وأنهم تفرعوا بأكثريتهم في بريدة، وأن قليلًا منهم وجدوا في عنيزة.
ولكن الوثائق المكتوبة فضلًا عن الروايات الشفهية وما يتبادر إلى الذهن أن