لا أعرف أحدًا من أهل بريدة يتعامل بمدينة الناس بمبالغ كثيرة جدًّا من المال تعجز عنها ميزانية الأمراء والحكام في نجد وفيما حولها من الحجاز مثل (محمد بن عبد الرحمن الربدي) سواء أكان ذلك بمبالغ من النقود أو الثمار من تمور وحبوب.
وما رأيت أحدا يقاربه في هذا، وإنما لم يصل إلى ما وصل إليه في هذا إلَّا مهنا بن صالح الحسين أبا الخيل أمير بريدة، قبل أن يتولى الإمارة وبعدها، وسوف نذكر نماذج من ذلك في ترجمته في حرف الميم عند رسم (المهنا) بإذن الله.
فمن ذلك هذه الوثيقة التي بلغ فيها دين الربدي على رجل واحد هو محمد المحيسن الملاك من بني عليان حكام بريدة السابقين ثمانية وعشرين ألف وزنة تمر، ومعلوم أن الوزنة تساوي كيلو قرام واحد ونصف وليس هذا التمر هو كل ما للربدي في ذمة محمد المحيسن الملاك، وإنما في ذمته أيضًا مبلغ كبير من النقود في ذلك الزمان وهو مائتان وثلاثة وخمسون ريالًا إلا ربع ريال.
وليس ذلك فحسب، وإنما عنده له أيضًا تسعة عشر غازي مجيدي وربع، والذي أفهمه أن الغازي من الذهب.
وليس ذلك فحسب، وإنما عنده للربدي أيضًا ستمائة وثمانية عشر صاع حب نقي أي حنطة نقية من الشوائب كالشعير أو نحوه.
وهذا الدين في حد ذاته يؤلف ثروة كبيرة لأثرياء في ذلك الوقت والشاهد هو عبد العزيز آل عبد الله الفريحي من آل أبو عليان والكاتب الشيخ المعروف في وقته إبراهيم بن عجلان.
والتاريخ ٤ جمادى الثانية من سنة ١٢٨٩ هـ.
ومن ذلك هذه المداينة مع عبد الله المشيقح بثمانية آلاف وثمانمائة وزنة تمر طيب.