لأنه يعتقد أن الذي نأخذه من الأمير ربما يكون قد حصل عليه الأمير بطريقة ظالمة، ولذا فهو لا يقبل البيع على رجاجيل الأمير إطلاقًا.
فقال الشيخ ابن فدا هذه موعظة كبيرة فقد أدركها الربدي وأنا ما أدركتها.
هناك قصة متداولة عن محمد العبد الرحمن الربدي وقد كتب عنها في بعض المؤلفات لكن التفاصيل قد تختلف أحيانًا.
وخلاصة القصة أن محمد الربدي أعطى أحد رجال البادية ناقة ينجبها بما يعرف عندهم بالعدولة.
وقد انقطعت أخبار البدوي عدة سنين وبعد هذه المدة فوجيء الربدي بحضور صاحبه البدوي ومعه رعية من الإبل أو عدد من الإبل معها أولادها وحيرانها وكذلك بعدد من الأغنام.
وقابل الربدي وقال هذا حلالك تأخذه بعد أن طرح الله فيه البركة، فلما سأل الربدي عن التفاصيل ذكر له صاحب العدولة إن الناقة التي استلمها منه ماتت ولكن زوجة البدوي باعت جلدها وغزلت وبرها وباعتهما بثمن قليل وعندما انحدروا إلى العراق اشترت بثمن الجلد والوبر مقدارًا من التنباك (التتن) وأخذ تبيع به وتشتري وتأخذ عمولتها ولكن رأس المال للربدي، ثم لما نما هذا المال وتزايد اشترت به بعض الإبل والغنم وانتفعت بها هي وزوجها ونموه حتى صار هذه الرعية من الإبل والغنم.
وقال البدوي لقد أتيت بها جميعًا لك لتستلمها.
فما كان من محمد الربدي عندما سمع تفاصيل القصة إلا أن وجم قليلًا ثم قال موجهًا كلامه للبدوي خوش مصلحة فطيس وتتن تبي تدخلني النار خذها جميعًا لك ولا أريد منها أي شيء قليل أو كثير وأصر على الرفض وذهب بها البدوي لنفسه.