والوثائق التي ذكر فيها سعيد المنفوحي كثيرة، وقلت إنه بين الناس يلقب (المنفوحي) لكون مجيئهم إلى القصيم من منفوحة ولتمييزهم عن الأسر الأخرى، وذلك في الكتابات التي يكتبها عنه الآخرون من الشهادات علي الوثائق والعقود، أما هو فإنني لم أره يسمي نفسه (المنفوحي) وإنما يقتصر على ذكر سعيد بن حمد السعيد، ومن ذلك وصيته التي سنوردها فيما بعد وهي بخط العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
[وصية سعيد بن حمد السعيد]
كتبت وصيته في عام ١٢٩٤ هـ بخط الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وهو عالم مشهور وشهادة اثنين من كبار أهل بريدة هما سليمان الرشيد بن حجيلان، الذي تذكره معظم الوثائق باسم سليمان بن رشيد الحجيلاني، وهو من آل أبو عليان حكام بريدة السابقين، وقد تولى هو نفسه الإمارة لمدة قصيرة ولاه الإمام فيصل بن تركي، ولكن لم تطل مدة ولايته كما سبق ذكر ذلك عند الكلام على أسرة (آل أبو عليان) في الجزء الأول، والشاهد الثاني هو نصار العلي (النصار) وهو من النصار الذين هم أيضًا من آل أبو عليان، ونصار هذا منهم معروف ورد اسمه في عدة وثائق ذكرنا إحداها في ترجمة علي بن فهد الرشودي زعيم بريدة في وقته.
ووصية سعيد الحمد هذه تدل على شيء من ثرائه الذي كان حصل عليه قبل ذلك، وصار بداين منه الفلاحين و (يبضع) بعض التجار الناجحين، والبضاعة شبيهة بشركة المضاربة وقد ذكرتها في هذا المعجم أكثر من مرة، كما ذكرت لفظها في (معجم الألفاظ العامية) إلا أنها لا تدل على كثرة ما كان يملكه من عقار أو مال.
وقد استهلها بقوله: "هذا ما أوصى به سعيد آل حمد بن سعيد ثم ذكر المقدمة الطويلة المعتادة، وقال بعد ذلك:
أوصى سعيد بملكه الذي انتقل إليه من حسين بن بزيع بالخضر، والمراد