ولم تكن توجد في ذلك الزمان شروط ولا مؤهلات لتعيين المدرسين وإنما كان الأمر يتطلب اقتناع المسؤول بأن المدرس على درجة من العلم والصلاح كافية، ذلك بأن المرحلة هي مرحلة الدراسة الابتدائية وحدها، بل هي في أكثر القرى مرحلة الدراسة التحضيرية، وذلك لا يحتاج إلى متخصصين أو ذوي مؤهلات عالية، ولو احتاج الأمر إليهم لما وجدوا.
وقد لام بعض الناس من ذوي الهمم القاصرة الشيخ صالح العمري على الإسراع في فتح المدارس بهذه الطريقة، ولكن أثبتت الأيام صدق نظرته وسلامة منهجه إما أن انتشر التعليم الابتدائي حتى فتحت معاهد المعلمين للمدارس الابتدائية ثم المدارس المتوسطة، وبذلك وجد المؤهلون للتدريس فيها تحت قاعدة عريضة من التعليم الابتدائي.
لقد أسهم عمل الشيخ صالح العمري في نهضة تعليمية مباركة بالنسبة لتيسر التعليم الابتدائي في قرى ومدن صغيرة كما أسهم في نشر الوعي الثقافي والصحي في أهل القرى بل وفي رفع المستوى الاقتصادي في بعض القرى التي لم يكن في بعضها في ذلك الوقت أي إدارة حكومية وبالتالي لا تصلها أية نقود وصولًا منتظمًا إلا ما جاء من رواتب مدرسي وموظفي المدرسة الابتدائية.
رحم الله المؤلف الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمة واسعة وجزي المحقق نجله الدكتور عمر العمري خيرًا على إنجاز هذا الكتاب ووفقه للمزيد من الدراسات المفيدة النافعة. انتهى.
[جوانب من أخلاق الشيخ صالح بن سليمان العمري]
من أهم ذلك النشاط الجم حتى إن أصدقاءه يعولون عليه في إنجاز ما يحتاج إلى إنجاز من أعمالهم فيسرع إلى ذلك بسرور ويبذل من جهده وماله ما يكفل ذلك.