كل ذلك ونحن نسأل أهل المنطقة عن اسمها التاريخي فلم نجد من يخبرنا بشيء من ذلك.
غير أنني وبالبديهة والتأمل أدركت أن هذا هو وادي القرى، وأن هذه الآثار والعيون هي بقايا تلك المدن والقرى.
بعد وصول الرفقة - أي بقية اللجنة من العلا سألتهم عن اسم المنطقة فلم يسموها بأكثر من وادي الحمض، وقد دونت المعلومات التي حصلت عليها وعند وصولي للمدينة المنورة ذهبت إلى مكتبة الحرم النبوي ومكتبة عارف حكمت بحثًا عن اسم المكان، فأول كتاب بحثت عنه المغنم المطابة في معالم طابة من منشورات دار اليمامة، فوجدت فيه ما يشفي العليل وصفًا كاملًا للمنطقة والوادي وذلك في الصفحات ٦٦ و ٦٧، و ٢١٦، و ٢٣٩، و ٢٧٣، و ٢٧٧، و ٢٨١، و ٢٨٢، و ٢٩١، و ٢٩٤، و ٣٧٨، وتجد في الصفحة ٢٩١ إلى ٢٩٤ منه وصفًا لعين الحسين بن زيد بن علي بن الحسن رضي الله عنهم وقصة حصوله على المال لاستخراج هذه العين بذي المروة في ولاية معن بن زايدة على صنعاء، كما راجعت وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي ومعجم البلدان لياقوت وبلاد ينبع للشيخ حمد الجاسر ورحلة الخياري وغيرها من كتب البلدان فوجدت الوصف ينطبق على هذا المكان.
[ذو المروة في التاريخ]
كان ذو المروة زمن البعثة وفي القرون الأولى من الإسلام مدينة لها شهرة عظيمة كثيرة النخيل والعيون جيدة التمور، وازدادت شهرتها بعد أن صارت ممرًا للحجاج القادمين من البلاد الإسلامية من الشام وعن طريقها وقد وصفها البكري فقال: ذو المروة من أعمال المدينة قرى واسعة وهي لجهينة،