وقد عادت الإمارة بعد ذلك من عبد المحسن بن محمد إلى أخيه الأمير عبد العزيز بن محمد.
[مقتل عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وبعض أبنائه]
لما تفاقم الخلاف بين الإمام فيصل بن تركي والأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان وكان الإمام فيصل بن تركي حليما كريما، ولكن كان ابنه الأمير عبد الله على ليس كذلك، فأكثر من الإغارة على أهل بريدة وتوجيه الضغوط العسكرية على أميرها عبد العزيز بن محمد الذي لم يكن من الحنكة السياسية بالدرجة التي ينبغي أن يكون عليها لذا خاف على نفسه منه وحزم أمره في أن يترك القصيم، ويذهب إلى شريف مكة المكرمة ليقيم فيها إقامة طويلة حتى ينجلي الأمر، ولكنه يعرف بخبرته أن ذلك سيكون إلى مدة طويلة فحمل أموالًا له معه وكانت بيد أحد أفراد أسرة الصقعبي المشهورة الذين كانت لهم وظفيتان يتوارثونهما في بريدة هما حمل البيرق في الحرب، والأمانة على بيت المال، إلًا إذا اضطر أمير بريدة لغير ذلك، والصقعبي هذا سليمان بن حمد.
يحدثنا الإخباريون أن عبد الله الفيصل عندما علم بذهاب عبد العزيز بن محمد إلى مكة قال لمن معه: ليذهب ما دمنا تخلصنا منه، ولكن مهنا الصالح أبا الخيل الذي كان يطمع في الإمارة ويخطط لحصوله عليها منذ زمن بعيد قال للأمير عبد الله بن فيصل: إن هذا ليس هو بالرأي الصواب، لأنه سيعود بعد ذلك، والرأي أن تلحق به وتقضي عليه.
فقال عبد الله بن فيصل: حنا ما عندنا جيش يلحقهم، أكثر الإبل اللي معنا صعب من أباعر البدو ولا معنا سلاح يكفي.
قالوا: فقال مهنا له: أنا عندي الجيش وعندي السلاح أعطيك إياه كله.
قالوا: فاستجاب عبد الله بن فيصل وكان يود ذلك في نفسه وأعطاه ذلك وأمر على