وكان صاحب السمو الأمير عبد الله بن جلوي أمير بريدة آنذاك رجلًا حصيفًا حكيمًا سياسيًا يقدر أهل العلم، ويعرف لهم مواقفهم، فاستقرأها حتى أتي على آخرها، ثم إنه بعثها إلى صاحب الجلالة في الرياض، وما كاد الملك عبد العزيز يعلم بموضوعها حتى دعا بخادم له يدعى أبا ردن، وأمره أن يذهب من فوره غداة يوم السبت فيقدم إلى بريدة يوم الخميس فيعزل عبد العزيز بن بشر ويجعل ناصر بن سليمان بن سيف إمامًا في المسجد الجامع حتى يقدم من بلد البكيرية فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم فيتولى القضاء، فنفذت هذه التدابير بسرعة خارقة.
ولما أن قدم صباح يوم الخميس صلي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر بالمسلمين صلاة الظهر ثم ناوله أوامر السلطان وصلي في جامع بريدة صلاة العصر الشيخ ناصر بن سليمان، وبارح القاضي الإمامة والقضاء، ثم بعث الخادم إلى الشيخ عبد الله بن سليم في البكيرية ليباشر مهمة القضاء في بريدة.
وذكر الشيخ إبراهيم بن عبيد في تاريخه أيضًا أن الملك عبد العزيز آل سعود عندما استعاد السيطرة على بريدة من محمد بن عبد الله أبا الخيل في تمام ٣٢٦ هـ عزل الشيخ إبراهيم بن جاسر عن قضاء بريدة على اعتبار أن الذي كان عينه في هذا المنصب هو محمد بن عبد الله أبا الخيل وجعل مكانه ناصر بن سليمان آل سيف مؤقتًا (١).
[نماذج من خط ناصر بن سليمان السيف]
وقد اعتاد هو أن يكتب اسمه (ناصر السليمان بن سيف) وسليمان هو والده، وقد كتب كما قلنا آلاف الوثائق وأوراق العقود، ومع ذلك لم أرد أن يخلو هذا المكان من عرض نماذج لخطه وكتاباته، من دون تعليق لأن بعضها قد علقت عليه في أماكن أخرى من هذا الكتاب، وبعضها ليس هذا موضع التعليق عليه.