للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ إبراهيم العبيد في تاريخه: تذكرة أولى النهى والعرفان:

أما الشيخ ناصر بن سليمان فإليك شيئًا من ترجمته، هو الشيخ ناصر بن سليمان بن محمد بن سيف ولد في سنة ١٢٤٨ هـ. وتوفي سنة ١٣٣٩ هـ. أعني بعد هذه السنة بعشر سنين عن عمر بلغ الحادية والتسعين قضاها في طلب العلم وسافر إلى الرياض مع الشيخين محمد بن عبد الله بن سليم ومحمد بن عمر بن سليم، وأخذ العلم عن مفتي الديار النجدية الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البابطين، وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن وأخذ عن ابنه الشيخ عبد اللطيف.

وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن بشر وجلس للطلاب يقرئهم القرآن ويعلمهم مبادي العقيدة السلفية في مدرسة والده سليمان بن محمد بن سيف ونفع الله به أولاد أهالي بريدة، وكان محبوبا لدى مواطنيه لا يقضون أمرًا دونه وكثيرًا ما يكتب العقود الشرعية من وقف وهبة ووثائق شرعية بخطه الجميل، مما يدل دلالة واضحة على مركزه الاجتماعي والثقافي.

وكان رحمه الله حافظًا للقرآن ومن القراء المعدودين يقرأ عن ظهر قلبه وبسرعة فائقة مع عدم الإخلال في القراءة وكان إماما لمسجده الذي يطلق عليه اسمه حتى الآن ويوجد قرب السوق الداخلي، وكان يصلي التراويح وقيام رمضان إماما بقراءة مجودة عن ظهر قلب، واستمر في إمامة المسجد حتى أقعده الكبر والمرض.

وكان رحمه الله يجيد فن تجليد الكتب ويحترف هذه المهنة مما ساعده على مواصلة طلب العلم ولازم الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم حال كونه قاضيًا في بريدة ويكتب بين يديه وخلف خمسة بنين سليمان، وعبد الله، وصالح، وعلي ومحمد، وثلاث بنات.

وفيها عزل الشيخ عبد العزيز بن بشر عن قضاء بريدة وجعل في قضائها فضيلة الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.