و (عبد الله - محمد) سافروا إلى العراق وبقوا فيها مدة سنتين ونصف تقريبًا حيث إنهم بطريقتهم سدوا شط الفرات فأحتسب لهم نصف ريع هذا الشط لمدة سنتان وبعد ذلك أمر أمير الفرات آنذاك بإعطائهم ما يريدون ورفع أيديهم عن هذا المكان، وفعلا وافقوا بعد ما أعطوا ثلاثة أرباع المبلغ والربع الباقي للعام القادم.
رجع عبد الله ومحمد إلى القصيم ثم مر على الأسياح ورأى أنها منطقة غير مناسبة للزراعة ثم مر على الطرفية ووجد أنها مناسبة للزراعة وشراها من ابن يحيى بصاع ونصف وعند مضي سنة أمر الأخ عبد الله أخوه محمد بالذهاب إلى العراق لاستكمال باقي حقهم فذهب محمد ولم يعد ولم يعرف سبب غيابه ثم أن عبد الله بعد تأخر محمد أعطى ابن أخيه الوحيد عثمان شعيب ما يسمى شعيب عثمان الآن. انتهى.
[عود إلى التواجر أهل الصباخ]
ونعود إلى ذكر (التواجر) من أهل الصباخ فنقول: إن منهم صالح التويجري أمير الصباخ على وقت إمارة عبد الله بن فيصل على بريدة، وكان عند صالح التويجري المذكور شجرة عنب جيدة فيها عناقيد ضخمة من العنب وعندما أصبحوا مرة في زمان نضجها وجدوا أكثر عناقيدها مأخوذة فذهب أولاده إلى أمير بريدة يشكون، وأرسل معهم قصاص أثر فعرف أن سارق العناقيد من جيرانهم.
وكان الوقت ليلا، فقال صالح لأولاده: يكون خير إن شاء الله باكر، وفي الليل قطع شجرة العنب من أساسها وألقاها في هباة قريبة وهي البئر المهملة.
وقال لأولاده: العنبة التي تبي تسوي مشكلة بيني وبين جيراني ما تستحق المحافظة عليها، ولم يقولوا لجيرانهم شيئًا.