للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إن الملا عبد المحسن بن سيف كان في مجلس الأمير ابن رشيد في حائل، فقال الأمير: نادوا المحَسِّن، وهو الحلاق فلمس (الملا) رأسه وقال: يا طويل العمر، أبي أحسن رأسي عقب ما تقضي متحسِّن، فقال الأمير: لا، ما ناديناه لأجل يحسنا، ناديناه نبيه يخصي هالعبد، وأشار إلى عبد جريم قوي، لأن العبد أوذي العبدات يقمز عليهن.

فأخذ ابن سيف رأسه بين يديه، وقال: يا طويل العمر والله إني مرة بالأسياح قبل عشرين سنة وشفتهم يخصون حمار وإن كبدي ما اركدت إلى هالحين، وش لون أبي أشوف رجال يخصي؟

فضحك ابن رشيد، وقال للعبد: سامحناك عن الخصي من أجل الملا، لكن لابد من ضربك، وأمر بضربه عدة عصيات.

[زوجة الملا]

لقد تكرر ذكر امرأة الملا عبد المحسن بن سيف الملقبة بالدخيخلة: تصغير الدخلة، وهي طائر مهاجر صغير الحجم، لطيف، جميل المنظر أصغر من العصفور الدوري قليلًا.

وهي من أسرة (اليحيى) أهل النبهانية وامرائها واسمها فاطمة بنت محمد اليحيى.

وقد مات عنها الملا ابن سيف، وهي في عصمته فلما خرجت من العدة تزوجها بعده ناصر السليمان بن سيف رغم تقدمها في السن.

لأنها متميزة عندهم بالنظافة، والاعتناء بما يسر زوجها.

ذكروا أنها تتطيب في بيتها بطيب خاص يبقى أثره بعدها في المكان الذي تمر به.

وحكوا أنها لم تغادر بيتها قط.