قال: فلم يرد علي أول الأمر فكررت ذلك عليه، وأردت أن أضربه بمهفة كانت معي وهي المروحة اليدوية من الخوص قال: فما كان منه إلَّا أن قبض عليَّ بيديه المملوؤتين بالتراب الأسود القذر ثم حملني كما يحمل الطفل القوته، وضرب بي وسط التراب القذر المنتن، وزوجتي تراني. قال: وصار يمسح بي الأرض واصعب ما حصل على أن (رواية) وهي المرأة التي تجلب الماء للبيوت صاحت بأعلى صوتها لما رأت ما يفعل العبد بي وهي تقول: يا الأجاويد: من يفك الرجل من الرجل؟
قال: فعدت إلى زوجتي وأنا في غاية الخجل فصارت تنزع عني ثيابي الملوثة، وتنظف جسمي كما تفعل بطفلها.
وكان هذا من أشد ما خجلت منه في حياتي!
كان الملا ابن سيف عند الأمير ابن رشيد في حايل فبلغه أنه تخاصم مع زوجة له صغيرة السن مدلة بشبابها وأنه ندم على ذلك، ولكنه لا يستطيع أن يتنازل ويترضاها، فقال له الملا ابن سيف:
يالامير، أنا مرة تزاعلت أنا وأم عيالي، ويوم نمنا بالفراش لقتني قفاها ولقيتها قفاي، ففكرت قليلًا، ثم قلت لها: يا بنت الحلال أنا وإياك متزاعلين، لكن هذا وهذي ما بينهم زعل يشير إلى مقدمة ثوبه، ومقدمة ثوبها، خليهن على شغلهن العادة وحنا على زعلنا.
قال: فقالت: اللي تشوف يا أبو فلان.
فسكت ابن رشيد ومن الغد كان مبتهجًا وقال للملا ابن سيف: عينت الكلام اللي قلت نفع وسويت مثلك!