ولما طلبوا منه إيضاح ذلك، قال: الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فأنتم زينة بس.
ومن طرائف الملا عبد المحسن بن سيف ما حدثني به والدي قال والدي رحمه الله:
قال الملا ابن سيف خرجت مرة من بيتي أريد صلاة الجمعة وكنت قد تبخرت وتطيبت وقد ألبستني زوجتي الدخيلة ثوبًا جديدًا وشماغًا جديدًا.
ولما خرجت من بيتي والتفت رأيتها تنظر التي من (القاتولة) وهي الطارمة أي ما يشبه النافذة التي تبرز عن الجدار وتكون فيها ثقوب يري من ينظر بها من هم في الشارع ولا يرونه لضيق الشقوق، ولذلك تطل منها النساء على الزقاق والشارع.
قال فأعجبتني نفسي وأردت أن أري زوجتي كيف تكون شجاعتي وهو أمر لا يتيسر أن أريها إياه في البيت.
قال: وكان هناك رجل أسود ضخم الجثة جسيم، وأنا صغير الجسم بالنسبة إلى جسمه، وكان هذا الرجل يحفر بلاعة لأحد جيراننا وعادتهم في ذلك الحين أن يستعملوا البلاعة وهي حفرة كالتي تسمى الآن البيارة، لمياه الوضوء ونحوه قال: فكان الرجل يخرج التراب الأسود المنتن من جوف البلاعة ويكومه بجانبها تمهيدا لنقله وإبعاده بعد ذلك.
فقلت له بصوت عال أريد أن تسمعه امرأتي: صل يا حمار، وراك ما تروح لصلاة الجمعة، قال: وكان في الوقت بقية، يمكنه أن ينجز بعض عمله ثم يذهب للجامع غير أنني أردت أن تسمع زوجتي أنني أستطيع أن انتهر هذا العبد الضخم وأمثاله من دون خوف أو تردد.