وأذن ابن رشيد له وحالما دخل عليه بادره قائلًا ويش جايبك بها الليل يا ابن سيف؟ وكان يظن أنه جاء لأمر خطير! فأجاب: جاي أشوف عسانا انسترنا يا طويل العمر!
فقال ابن رشيد: انسترتوا وشو به؟ فقال: بالخير والمطر اللي نزل.
فقال ابن رشيد: هو منكم؟ فقال ابن سيف: أجل هو حنا اللي ما نعينه؟
عندما كبر ابن لعبد المحسن السيف وهم أهل ثراء بالنسبة لحالة أكثر أهل نجد في عصره التي كان طابعها الفقر والفاقة، بل الجوع في بعض الأحيان رأي ابنه يشتري أشياء للبيت لا يود الملا أن يشتريها من باب التوفير.
وصادف مرة أن اشترى لحمًا واشترى ابنه لحمًا ولم يعرف أحدهما ما اشتراه الآخر.
فنادى ابنه بحضور أهل البيت وطلب من إحدى النساء أن تملأ (القرو) وهو حوض حجري يوضع بجانب البئر يملأ من الماء وفيه فتحة صغيرة هي صنبور يتلقى المتوضيء وغيره من الماء، وفيه صنبور آخر مقابل له.
فقال الملا ابن سيف لابنه: يا ولدي إلى صرت أنا أصرف على البيت من جهة وأنت تصرف عليه من جهة خلصت دراهمنا بسرعة مثل ما أن القرو يخلص ماءه بسرعة وإلى صار ما يصرف إلَّا واحد بقيت الدراهم مدة أطول مثل القرو اللي ما فتح منه إلَّا (بلبلول) واحد إلى فتح منه (بلبولين)!
وكان هذا درسًا نافعًا لابنه في الاقتصاد.
وعلى ذكر ابنه حكي عنه أنه قال لأولاده: يا أولادي، أنتم تراكم ما بكم قوة لي، ولا يعتمد عليكم، أنتم مثل الجص اللي يطلى به الجدار يزينه، ولكنه ما يقويه.