دخل في المجلس قربته حولك وأدنيته بجانبك - فقال عبيد نعم أنا يا عبد المحسن إن هذا الرجل طيب وفيه شجاعة وهمة عالية ونفس أبية عن الأدناس - فمن أجل ذلك قال عبيد هذه القصيدة:
حمدت ربي عالم السر ... والغيب يقبل صلاتي له ويقبل صيامي
يجعل لنا عرض نقي عن العيب ... ويفكنا من شرسو الأثامي
ابن آدم ملفي الخطا والعذاريب ... لو ما فعل ترمي عليه التهامي
ربعي لقومي ماشبت انا عيب ... عيب لقوه مفسرين الأحلام
قلت اخبروني وش لقيتوا من العيب ... قالوا على ساقة رفيقك تحامي
والعيب هذا من قديم لنا عيب ... مستارثينه من خوال وعمام
العيب ترك المعرضة بالمواجيب ... وإلا الرفيق بفزعته ما نلام
رفيقنا لو هو من الجد وصليب ... متجود منا براس السنام
رفيقنا ما نجدعه للقصاصيب ... يجبر بنا لو هو كسير العظام
هذي فعايلنا إلى عدوا الطيب ... كل يعود لفعل أهله القدام
ذهب المحسن السيف هذا إلى الأمير ابن رشيد في حائل وكان الوقت في فصل الوسمي الذي ينتظر فيه أهل نجد وبخاصة أهل الشمال مطر الوسمي، فلم ينزل المطر.
فكان ابن رشيد يقول للملا ابن سيف من باب المداعبة: يوم جيتونا انتم يا هالقصمان تأخر الوسم، فيسكت ابن سيف على مضض.
وفي يوم من الأيام وفصل الوسمي لم ينته بعد غامت السماء وأطبقت بالغيم ثم نزل المطر مدرارا وتواصل نزوله حتى ذهب قسم من الليل فأخذ ابن سيف يلبس عباءته ويذهب إلى قصر الأمير في وقت لا يأتي فيه أحد للأمير إلَّا لأمر عظيم وسأله البواب من أقول للأمير؟