كان الملا ابن سيف يذهب إلى حائل للأمير بن رشيد حاكم نجد في زمنه كل سنة، وفي مرة من المرات بينما كان عائدا من حائل إلى بريدة ومعه ما أعطاه الأمير وغيره إذ خرج عليه لصوص من أهل البادية المتجهزين تجهيزًا حسنًا عرف منه ابن سيف أنهم ليسوا من قطاع الطرق الذين يمارسون عملهم منفردين، فأحاطوا به ومن معه وشهروا سلاحهم عليهم مما لم يترك له مجالًا للمقاومة وأرادوا قتله ومن معه ويريدون من ذلك إخفاء جريمة السرقة.
فانتدب إليهم ابن سيف وقال لهم: يا جماعة أنا الملا ابن سيف رفيق الأمير ابن رشيد جاي من حائل إلى بريدة وهذي عادتي كل سنة، أيهن أحسن لكم تذبحونني أنا واللي معي ويدوركم محمد بن رشيد بدمي لما يذبحكم أو تأخذون اللي معي وتخلونني أروح وأنا أحلف لكم أني ما أخبر أحد بكم، وكل سنة أجي مع ها الدرب معي مثل اللي معي هالحين خير ودراهم وكسوة تقدرون تأخذونها!
فتشاوروا فيما بينهم، ثم قالوا: لا والله يا الملا عملك طيب، إلَّا ناخذ اللي معك، ولا لنا ولابن رشيد يلاحقنا على شأنك! .
وهكذا سلم ومن معه من القتل بلطف حيلته.
روى الشاعر عبد الله اللويحان: أن عبد الله بن رشيد وأخاه عبيد من أمراء حائل، كان لهم رفيق يدعى عبد المحسن بن سيف الملقب بالملا من أهل بريدة، وكانوا يتجاذبون الحديث فقالوا له: يا عبد المحسن علمنا بما فينا من العيوب، حيث أنه كما قيل في المثل (كل بصير في عيوب غيره) فقال لهم لن أعلمكم بما فيكم إلَّا إذا أمنتوني، فقالوا له لك الأمان منا فقال - أما أنت يا عبد الله فعيبك عدم تقديرك للأجاويد وأخيار الناس، وذلك يعتريك عند الغضب وهذه خصلة فيك وهي غير حميدة، وأما أنت يا عبيد فجميع مكارم الأخلاق حاويها ومدركها ولا فيك سوى عيب واحد وهو عظيم تقديرك للصلبي (ساهي) إذا