فلاحظ الرجل بينما كانت تكلمه أن الخواتم فيها قطع صغيرة من العجين، فقال لها: يا فلانة، الخواتم فيها عجين وش السبب؟ فقالت: أنت طقيت الباب وأنا أقرص عشانا، وأخذت الخواتم من أصابعي قبل أغسل ايدي!
فقال الرجل: هذولي خواتمك اللي في أيديك؟ ولا لك غيرهن؟ قالت: لا.
قالوا: فبكى الرجل وأعاد الخواتم إليها قائلًا: خوذي خواتمك اللي يبارك لك بهن وبغيرهن واشهدي أني متنازل عن الدين الذي في ذمة أبوك لي، علشان فعلك الطيب هذا! !
[إبراهيم بن عبد الله العجلان]
ومن أبناء عبد الله بن عجلان إبراهيم وهو أخ للأخوين الشيخين المذكورين هذين ولكنه من أم غير أمهم وهو كبير السن لم نعرفه إلَّا في المدينة المنورة، إذ كان انتقل إلى المدينة المنورة وعاش فيها، وعندما زرت المدينة المنورة لأول مرة في عام ١٣٧١ هـ استقبلنا ودعانا إلى بيته وكنت مع اثنين من الأصدقاء هما الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد رئيس محاكم منطقة جيزان والأخ صالح بن إبراهيم العبد اللطيف فرأينا أن الأخ إبراهيم العجلان ذو منزلة رفيعة في نفوس طلبة العلم والمهاجرين في المدينة، وذلك لمحبته للخير وسعيه فيما ينفعهم، وكان ملازمًا على أداء الصلوات كلها في المسجد النبوي، لا يخل بشيء من ذلك رغم بعد بيته عنه، وأذكر أن بيتي عندما نقلت إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وليس أول بيت نزلت فيه هناك كان على طريق سيد الشهداء القديم بجانب شارع المطار القديم مما يحاذي الباب المجيدي وشارع الساحة وإن كان بعيدا عنهما جهة الشمال، وكان بيته أبعد منه عن المسجد النبوي، ومع ذلك كان مواظبًا على الصلوات في المسجد النبوي في كل وقت حتى في وقت الفجر.