وقد استمر على هذه السيرة الحميدة حتى توفي وقد أفاده بقاؤه بأن تعلم أبناؤه تعليمًا عصريا حتى إن ابنه عبد الرحمن حصل على وظيفة كبيرة في شركة أرامكو في الظهران.
توفي إبراهيم العبد الله العجلان عام ١٣٩٦ هـ بالرياض لأنه كان قدم إلى الرياض من أجل تعزية والده بوفاة زوجته أم أولاده الثلاثة عبد الرحمن ومحمد وأحمد، ومعه نقود ليشتري بضاعة من الرياض لدكانه في المدينة المنورة فأحس بمرض فقال لإخوانه ترون إني أتعالج بها الدراهم أو أشتري بهن بضاعة؟
فقالوا: صحتك أبدًا، ودخل المستشفى فأجريت له عملية مات على أثرها رحمه الله.
نعود إلى ذكر عبد الله بن عبد الرحمن العجلان الذي جاء إلى بريدة من العيون، فنقول إنه كان شريكا لأخويه أحدهما محمد بن صالح الدسيماني الملقب (صنيتان) ومعهما أخ له ثالث فكان عبد الله العجلان هذا يتردد على بريدة في التجارة وهما مقيمان في عيون الجواء في أول الأمر.
قال: وكان من عادتي إذا جئت إلى بريدة أن أذهب إلى بيت أبناء عمنا (العجلان) الذين رأسهم الشيخ العالم إبراهيم العجلان فأرمي نعالي في بيتهم وأعود إلى سوق البيع والشراء في بريدة وإذا كان معي شخص آخر رميت نعاله مع نعالي في بيتهم فيعرفون أننا اثنان ويطبخوا عشاءً كافيًا للاثنين مع عشائهم.
أقول: هذا اصطلاح كان معروفًا عند الناس أن من يريد أن يكون ضيفًا عند شخص فإنه يترك نعاله في بيته.
وهذا الأمر الذي فعله ابن عجلان وكان يفعله غيره أمر معروف لأن بريدة في تلك العصور ليست فيها مطاعم ولا مخابز ولا أي شيء يباع للأكل إلَّا التمر، والتمر يأكلونه في الغداء وعادتهم أن يطبخوا طعام العشاء فلا يطبخون للبيت إلَّا مرة واحدة في اليوم.