يحسبونه كذلك، لذلك كان ينزل خارج بريدة في خيام وقد أدركته فعل ذلك.
ومرة نزل فيما يعرف الآن بالنازية وهي الرملة المرتفعة الواقعة غرب التغيرة، فكان ملك إبراهيم البليهي في التغيرة غير بعيد من مكان نزوله، فتعرف على الأمير عبد الله بن عبد الرحمن الذي سر لما وجده عند إبراهيم البليهي من المعرفة بالنخل والزرع وأهدى إليه البليهي تمرًا من السكري فأعجب به وطلب منه (فراخة) وهي الصغار من النخل ليغرسها في حائطه المغترة قرب الرياض.
وهكذا كان، وتوطدت العلاقة بينهما حتى فرق الموت بينهما فلا أدري عما إذا كان ذلك هو سبب تعيين إبراهيم البليهي في هيئة خرص النخيل في الأحساء والقطيف أم لا.
ولد إبراهيم بن محمد (البليهي) المذكور عام ١٣١٠ هـ، وهو معني بتواريخ الأمور المهمة لذلك كتب أوراقًا فيها نبذ تاريخية وأتلفها عام ١٣٣٧ هـ، وتلتها سنة الرحمة، كأنه لم يرض عما فيها، ولكون الناس شغلوا بما هو أهم عندهم من ذلك، وهو معالجة مرضاهم ودفن موتاهم الذين ماتوا في الوباء في تلك السنة.
ولو كانت وصلت إلينا أوراق من تقييدات إبراهيم البليهي بما نعرفه عنه من دقة في الكتابة، والحكم على الأشياء، ومن الإطلاع على ما وراء الألفاظ لكانت مفيدة جدًّا، ولكن تلك علة فأشبة في علمائنا وأدبائنا أن لا يثقوا فيما يكتبونه، وأن يحملهم التواضع على أن يحطوا من أقدار أنفسهم.
توفي إبراهيم بن محمد البليهي عام ١٣٨١ هـ.
[من عمل إبراهيم البليهي]
إننا نذكر اسم هذا الرجل مجردًا من كلمة الشيخ لأن في أسرة البليهي