مشايخ عدة، إضافة إلى أننا نسير في ذلك على ما كان عليه مشايخنا وأهلنا وجماعتنا أهل بريدة مثلهم في ذلك مثل أهل نجد في كونهم لا يطلقون لقب شيخ إلَّا على من تولى القضاء أو كانت لديه حصيلة علمية تعادل ذلك.
وقد أردت أن أذكر هنا حادثة تافهة وإن كانت مهمة عندي وليس ذلك هو الذي حملني على أن أذكرها ولكن لكونها تتعلق بتخطيط شرقي مدينة بريدة وتاريخ ذلك:
وفي عام ١٣٦١ هـ كنت وقتها في السادسة عشرة من عمري سمعنا أن الأمير ابن فيصل وهو عبد الله بن فيصل الفرحان أمير بريدة والقصيم يريد أن يوزع أراضي في شرق بريدة، والمراد بذلك الضفة الشرقية للخبيب، أي ما كان شرقا من شارع الحبيب الرئيسي الذي كانت توجد فيه أحواش قليلة مملوكة وباقيه أراض حكومية أو هي حُرَّة على حد تعبير الناس بمعنى أنها لا مالك لها.
وقد عرفنا أن الأمير ابن فيصل قد وكل أمر تنظيم ذلك وإخراجه إلى حيز الوجود إلى رئيس ديوان الإمارة في ذلك الوقت وهو (سالم بن إبراهيم الدبيب) وإبراهيم البليهي وأنهما وضعا خطة لذلك عرضاها على الأمير ابن فيصل فوافق عليها.
وتتلخص في أنهم قرروا أن يقسموا المنطقة كلها وهي واسعة ممتدة إذ تبدأ من جهة الجنوب بشارع الثانوية الذي كان يسمى (شارع الخالدية) لأن المدرسة الخالدية صارت فيه وهو الشارع الذي ينطلق من الخبيب ويدع قصر الإمارة القديم على يمينه للمتجه منه إلى النقع - ويمتد شمالًا حتى حدود التغيرة، أما شرقًا فهو إلى رأس النفود وغربًا إلى قرب شارع الخبيب الحالي.
كنت صغيرًا آنذاك ولكن قطع الأراضي المعدة للمنح للمواطنين كثيرة، وكان (سالم الدبيب) رئيس ديوان الإمارة وهذا هو عمله بالضبط ولكنني لست