متأكدًا من كونه يسمي بهذا الاسم في ذلك التاريخ المبكر ١٣٦١ هـ، كان جارنا في شمال بريدة، لذلك كتبت عريضة مثل غيري وقدمتها إليه، وإذا باسمي يخرج مع غيري من الأسماء التي كانت تظهر للناس في قوائم، فيها الموافقة على منحهم أرضا، غير أن القريب من المنطقة وهي الضفة الشرقية لشارع الحبيب كان في الترقيم من نصيب الذين سبقونا في تقديم طلبهم.
وكان إبراهيم البليهي يخرج ومعه رَجَّال الشيوخ الذي هو بمثابة الشرطي من باب إثبات الوجود وإلَّا فإنه لا داعي له، ولم تكن توجد في بريدة في ذلك التاريخ بلدية، ولا إدارة للشرطة.
وكل من جاء برقمه أمام اسمه عرف سالم الدبيب موضعه وقال راجع أبو صالح إبراهيم البليهي، فكان البليهي يقول مثلًا يوم كذا لأهل الأرقام التي تبدأ من كذا.
إلَّا أن وجه الغرابة، أو قل إنه وجه النقص بالنسبة لما نعرفه الآن أن القطع ليست لها أرقام على القطعة نفسها وإنما هو رقمها في تسجيلها في ديوان الإمارة.
وعندما حان الأجل الموعود لمنحي وأمثالي الأرض ذهبنا إلى الموقع وهو في مكان مرتفع من النفود ولكنه يعتبر قريبًا إذ هو بالضبط بإزاء المعهد العلمي الآن الذي لم يعرف فضلًا عن أن يكون بني وإنما فتح بعد ذلك باثنتي عشرة سنة، وكنت أنا مديره الذي فتحه.
بدأ إبراهيم البليهي من جهة الجنوب يبوع الأرض بنفسه أي يقدرها بالأبواع من دون أمتار أو حبال أو عصي مما تقاس به المسافات، وإنما كان يمد رجليه مدًّا واسعًا ويقول: واحد، وهذا هو نصف البوع ويساوي ذلك نحو مترين ثم يمدها ثانية ويقول اثنين وهكذا.
وكانت العادة التي سار عليها أن يمنح كل اثنين أرضًا واحدة أي قطعة واحدة في الأماكن القريبة من شارع الحبيب، أما الذين كان نصيبهم مما هو