هذه نماذج مما أملاه الشيخ عبد العزيز بن سويلم على كاتبه صالح بن سيف.
قلت: إنّه ليس بايدينا سجلات ولا أحكام مدونة لابن سويلم مثله في ذلك مثل بعض قضاة القصيم في ذلك العصر، ولكننا نجد عند العلماء الآخرين كالشيخ سليمان بن مقبل، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ عبد الله بن صقيه كتابات بمبايعات أو تصديق على معاملات أو تسجيل أحكام مختصرة في أسفل وثائق أو كتابة وصايا وأوقاف، وقد عرفنا من ذلك أسلوبهم في الكتابة واطلعنا على خطوطهم ومدى معرفتهم بالكتابة من إنشاء الجمل، وإملاء الكلمات.
أما الشيخ ابن سويلم فإن ذلك كله يبحث عنه فيما أملاه على كاتبه صالح السيف.
وقد فعلت ذلك فوجدت أن الوثائق أو الأوراق التي أملاها الشيخ عبد العزيز بن سويلم على كاتبه هي ذات أسلوب واضح المعنى متقن العبارة، يتماشى مع كتابة الوثائق الشرعية ولا غرو فممليها عالم جليل هو الشيخ عبد العزيز بن سويلم قاضي ناحية القصيم.
فعلى سبيل المثال:
من ذلك وثيقة أملاها ابن سويلم وكتبها كاتبه صالح بن سيف بخطه الجميل، وذلك في وقت مبكر من عمل الشيخ ابن سويلم في القصيم وهو شهر ربيع الأول سنة عشرين بعد المائتين والألف.
فأول ما يشد الانتباه أنّه بدأها بالبسملة (بسم الله الرحمن الرحيم والعادة أن الكتبة كانوا يتوجون وثائقهم بـ (الحمد لله) أو (الحمد لله وحده)، أو (بسم الله) مختصرة.
وثانيا: أنّه استهل الوثيقة بعبارة (يعلم الواقف عليه) كتبها في أول الوثيقة، والعادة المتبعة في القصيم أن يقول القاضي أو الكاتب إذا كان كبير القدر: حضر عندي فلان الخ، أو أقر فلان بأنه باع كذا على فلان الخ.