الفقي، وكذلك بعض الإخوان فنبهوه ظنًّا منهم أن الرجل قريب العودة إليهم، ولكن الرجل لم يكن قريب العودة إليهم، فعمد إلى تأليف كتاب آخر وترك موضوعه الأول، ثم ألّف كتاب (هذه هي الأغلال) فكان أشد وطأة على المسلمين، فأخذ يتكلم بكلام مؤلم، ولكنه لم يتضح اتضاحًا كافيًا بالنسبة لمقاصده، اللهم إلا الفصل الأخير الذي تحت عنوان (المشكلة التي لم تُحل) فهذه هي أخطر ما كتبه.
ثم بعد ذلك بدأ العلماء يردون عليه، منهم الشيخ إبراهيم السويح، والشيخ حامد الفقي، والشيخ عبدالرزاق حمزة الإمام في الحرم المكي الشريف، والشيخ الدكتور محمد الغمراوي الذي رد على الدكتور طه حسين، وخلق كثير.
وكذلك رد عليه الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وغيره من العلماء السعوديين، وممن كان يعرفه ويقرأ مؤلفاته القديمة والحديثة، ولكن سبحان الله كان يزداد عتوًا ونفورًا، بعد ذلك تكلم عدد من المشايخ عند الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى، فقالوا له إن هذا الرجل كتب كذا وكذا، فقال لهم الملك عبد العزيز أحسن شيء نكتب له ونقول له رد على نفسك، إن كان قريبًا من الخير فالله يزيده وإن كان يعصي الله على بصيرة فإنا لله وإنا إليه راجعون ..... انتهى كلام علي بن يابس (١).
[مقابلة القصيمي]
كنت مثل غيري من أهل القصيم، بل من سكان المملكة العربية السعودية أتمنى أن تتاح لي فرصة اللقاء بالقصيمي، وذلك قبل أن يصدر كتابه:(هذه هي الأغلال) لإعجابنا به ولكن أني لنا ذلك.
وقد انتهت رحلة الطلب بالنسبة إليَّ وأصدر القصيمي ما أصدر من مؤلفات
(١) من أعلام الإسلام: عبد الله بن يابس، ص ٦١ - ٦٢.