بعد الكتاب المذكور، وكلها مما كان العلماء عندنا ينتقدونه ففترت تلك الرغبة.
حتى جاء عام ١٣٨٩ هـ وسافرت إلى مصر لطباعة كتابي الأول في الأمثال، وعنوانه:(الأمثال العامية في نجد) وقد طبعته في مطبعة الحلبي في مصر لأنه لم تكن لدينا في المملكة مطابع تطبع الكتب بإمكانات جيدة، وإخراج متقن.
وكان الأستاذ حمد الجاسر آنذاك في مصر نازلًا في شقة كان استأجرها في وقت قديم، وكان قال لي: إنه لا مانع لديه من تقديم كتابي الأول، إضافة إلى أنه كانت له معرفة، بل خبرة في طبع الكتب وتصحيحها لم تكن متوفرة عندي في ذلك الوقت.
وهذا كله إلى كون الأستاذ حمد الجاسر كان يعتبر قدوة لنا نحن الباحثين في الأدب والتاريخ.
ذهبت مرة إلى حمد الجاسر في شقته في القاهرة، فوجدت عنده رجلًا ليست عليه سمة أهل مصر من ضخامة في الجسم أو حتى تقاسيم وسمات معروفة عن الإخوة المصريين، فهو يبدو صحيح الجسم، ومع ذلك هو رشيق خفيف الجسم، مع أن علامات حصوله على الكفاية من الغذاء ظاهرة عليه.
قال لي الأستاذ حمد الجاسر - يعرفني به - هذا هو الأستاذ عبد الله بن علي القصيمي، وقال له يعرفه بي: هذا محمد العبودي من القصيم أيضًا جاء هنا ليطبع كتابًا ألفه.
فسألني القصيمي عن عنوان كتابي فقلت هو:(الأمثال العامية في نجد)، فالتفت إلى الأستاذ حمد الجاسر، وقال: هذا تجديد في التأليف، فقال حمد الجاسر، الأستاذ العبودي باحث ومؤلف في أبحاث جديدة.
ثم تطرق الحديث بين الأستاذ حمد الجاسر وبين عبد الله القصيمي إلى أمور عديدة ليس منها أمور علمية أو أمور تتعلق بنشأة القصيمي أو حتى ما أثاره