ضده المشايخ وطلبة العلم، ولم أتدخل إلَّا بكلام قليل منه أن زميله في مصر الأستاذ عبد الله بن يابس قابلني في الرياض وأنه ذكر عنه أشياء ولم أقل له: إنه رد عليك، لأنه يعرف ذلك، فقال القصيمي من دون مبالاة: هو رجل متدين وأنا - على زعمه - غير متدين، والمتدين متعصب وغير المتدين متسامح، لذلك لم أرد عليه ولم أهاجمه مثلما هاجمني.
كنت أشعر وأنا أراه جالسًا أنني قد ارتكبت إثمًا بالجلوس إليه، وذلك من واقع ما كان في ذهني عنه، وعن هجوم المشايخ وطلبة العلم عليه، ورميه بالمروق من الدين، وقد تبخر ما في ذهني عما كتبه من الكتب والبحوث دفاعًا عن العقيدة وانتصارًا للحق بما لم يستطع غيره أن يفعله.
وافترقنا ولم أره بعد ذلك.
أما علاقته بالأستاذ حمد الجاسر فإنها علاقة صداقة وزمالة قديمة عندما كان الأستاذ حمد الجاسر يدرس في مصر، ثم بجامع أن كل واحد منهما كان من طلبة العلم ولكنه مال إلى الثقافة الحديثة وصار من أهلها.
إضافة إلى أن الأستاذ حمد الجاسر لم يكن شديد التدين بحيث يقيس صحبته لشخص بمدى تدينه وإنما كان باحثًا، والقصيمي كان مفكرًا كبيرًا.
وقد استمرت صحبتهما بعد ذلك وانتقلت من مصر أيضًا إلى لبنان عندما كان الأستاذ حمد الجاسر في لبنان، وكان القصيمي سكن فيه مدة منفيًا عن مصر.
قال الأستاذ علي بن يابس في كتابه الذي كتبه في ترجمة والده الشيخ عبد الله بن علي بن يابس:
كذلك حينما ألف عبد الله الصعيدي كتابه الذي سماه (شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام) ثار الخلاف والجدل وكثرت المشاكل بينه وبين شيوخ الأزهر، حيث طلب الأزهر من الحكومة المصرية التي كان يرأسها في ذلك الوقت (صدقي باشا) طرد