هذا الرجل الذي هو عبد الله الصعيدي، فاستدعى رئيس الحكومة المصرية بعض المسئولين في الأزهر قائلًا لهم على أي أساس تريدون أن نطرده، قالوا بسبب قيامه بتأليف هذا الكتاب (شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام) ومثل هذا وجوده خطر علينا وعلى الإسلام، فقال لهم رئيس الوزراء: أنا لا أرى هذا، وأرى أنه حينما تكلم عليكم فيجب أن تردوا عليه، أما أن نلجأ إلى أن نستعمل معه الشدة والقوة لنقوم بطرده، فيمكن غدًا يؤلف كتابًا يسميه كيف طردت من مصر، فيزيد عليكم الأمر وتصبحون في مأزق ليس لديكم ما تردون عليه ولذا فإني أرى عدم طرده.
نفيه إلى لبنان:
بقي عبد الله بن علي القصيمي بعد ذلك في مصر سنوات، حتى سعى عدد من الناس لدى الحكومة المصرية بأن تبعده عن مصر، فأبعد بالفعل إلى لبنان.
وبقي في منفاه سنتين أو نحوهما عاد بعد ذلك إلى مصر، بإذن من الحكومة المصرية التي عدلت عن رأيها في نفيه.
ولم يقلّ نشاطه الثقافي واتصاله بأهل الفكر، بل شغله لأهل الفكر في لبنان عنه في مصر، فألف مقالات عديدة، والتف عليه عدد من المثقفين العرب الموجودين في لبنان، حتى زاد ذلك من شهرته، وضاعف من انتشار سمعته في الأوساط الأدبية الثقافية في العالم العربي.
وقد ذكر الأستاذ عبد الله عبد الجبار ظروف نفيه من مصر إلى لبنان وسبب عودته إلى مصر، فقال:
في سنة ١٩٥١ هـ آثر القصيمي السكني بحلوان التماسًا للهدوء، وفرارًا من صخب المدينة الكبيرة (القاهرة)، وهنا اتصل به بعض الطلاب اليمنيين، وأعجبوا بآرائه الجريئة واتخذوه رائدًا فكريًا لهم، حتى إذا كانت سنة ١٩٥٤ هـ وشي به إلى