ابنه - وهو أنا - طالب علم، بل كان يذكر ذلك، وإنما قال لي: حدّثني فلان وكان حاضرا مجلس الشيخ عبد الله بن حميد عند فهد الرشودي فسأله فهد الرشودي: يا شيخ أحسن الله عملك، بشرنا عسي عندكم طلبة علم يؤمل فيه الخير وينفعون إن شاء الله، وأنا أقصد من صغار الطلبة لأننا نعرف الكبار، وأقول أنا: إنّ كبار طلبة العلم المذكورين كانوا من تلاميذ المشايخ آل سليم.
فأجابه الشيخ: نعم، ولله الحمد الإخوان فيهم خير، فسأله فهد الرشودي قائلًا مثل من؟
فقال: مثل محمد العبودي.
وقد فرح والدي، بل يكاد بيتنا لا يسعه فرحا في ذلك اليوم، إلا أنّه ظن أنني قد علمت بذلك، وأنني لم أخبره به لعدم اهتمامي به!
والواقع أن عدم اهتمامي بذلك صحيح، ولكنني أيضًا لم أعلم به من قبل.
[وصية فهد الرشودي]
أوصى فهد الرشودي بوصية حافلة تتضمن تفصيلات لبعض ما أوصى به من العقار والممتلكات كما تذكر طائفة من أقاربه فيها.
وفيها تعبيرات غير مألوفة للجيل الجديد من القراء، وقد سبق أن أوردنا بعضها في تفسير وصايا أو تعاقدات لأناس آخرين مما لا أرى داعيا لتكراره هناء.
ولكن فيها عبارة لطيفة لم أر من ذكرها قبل وهي أن جلود الأضاحي - جمع أضحية - وهي الخروف أو الشاة التي تذبح في عيد الأضحى بقصد التقرب إلى الله بذلك، وذكر أنها ثلاث وقال: يرون ثلاثة أشهر، والمراد من ذلك أن جلود الأضاحي الثلاث تدبغ وتخرز فيصبح كلّ جلد قربة وهي التي يحفظ فيها الماء، فأوصى أن تروى أي تملأ يوميًا لمدة ثلاثة اشهر.