للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأشهر الثلاثة المذكورة هي أشهر الصيف وشدة الحر بحيث يعطش النّاس ويطلبون شرب الماء، وقوله: تروي، هذه تحتاج إلى نفقة لذلك ذكر أنها ينفق عليها من المال الذي أوصى به.

وبعدها مباشرة ذكرت الوصية (العيش) في رمضان والمراد به العشاء في رمضان على الأفراد، أو العشيات - بالجمع حسب تعبيرهم - وفسرت ذلك في أكثر من مكان، ثم ذكر دكاكين الجردة وهن اثنا عشر دكانا متواليات.

هذا يحتاج إلى توضيح، وذلك أن ميدان البيع والشراء في بريدة كان إلى عام ١٣٤٧ هـ في الوسعة الشمالية التي تقع إلى الشمال من الجامع الكبير قبل توسعته التوسعة الأخيرة بأمر من الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.

ولكن (الوسعة) ضاقت بالناس فعرض جماعة أهل بريدة آنذاك وهم الرشود والمشيقح على الملك عبد العزيز نقل الوسعة إلى مكان واسع يكون أوسع منها أضعافًا مضاعفة فأذن في ذلك إلَّا أنّه يلزم أن تكون في الوسعة الجديدة دكاكين مثلما عليه الحال في الوسعة القديمة فطلب الجماعة المذكورون وهم الرشود والمشيقح أن يأذن الملك لهم ببناء دكاكين عليها لهم، وذلك أن الحكومة لم تكن تتدخل في مثل هذه الأمور، وليست لديها الإمكانات المالية له.

فبنى الرشود والمشيقح معظم الدكاكين على الوسعة الجديدة التي أسموها الجردة، وبنى المشايخ آل سليم بعض الدكاكين عليها.

واشتهرت بعد ذلك بجردة بريدة، فهذه الدكاكين الاثنا عشر التي منها سبعة متواليات، أي التي هي صف لا يفصل بينها فاصل.

وخمسة متفرقات هي نصيب فهد بن علي الرشودي من الدكاكين التي بنيت على الجردة.

وقد ذكر أن الوكيل على ذلك أولاده يريد أن أبناءه وهم الكبار من أبنائه