للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر أسماءهم علي وعبد العزيز وصالح كلّ بيده ثلث الوصية.

كأنما أراد فهد الرشودي رحمه الله إلَّا تكون الوصية بيد واحد دون الآخرين، وذلك أنها محددة الأغراض معروفة، والمقصود هو تنفيذ ما جاء فيها وقد جعله لأبنائه الثلاثة كلّ واحد بيده ثلث الوصية.

وهذا أيضًا تجديد أو كالتجديد بالنسبة إلى تعيين الأوصياء على تنفيذ الوصية، ثم ذكر في وصيته أشياء لمساجد من بريدة معينة إلى أن قال:

ومسجدنا (مسجد عودة) والمراد عودة الرديني وكان وكيلًا لبانيه بنفقته الأمير حسن بن مهنا أمير بريدة، وقد عين (عودة الرديني) لبنائه وأوصاه بألا يذكر أنّه يبني بنفقته لئلا يقدح ذلك في إخلاص الثواب له، وهو الذي صار يعرف في زمننا باسم (مسجد الحميدي) وهو إمامه الشيخ محمد بن صالح المطوع الذي أم فيه قرابة خمسين عاما، وهو المسجد القريب من بيت فهد الرشودي، وفيه كان فهد الرشودي يصلي الجماعة ولذلك قال: مسجدنا.

وقد أوصى لهذا المسجد بثلاثين وزنة تمر فطور للصائمين في رمضان الذين يفطرون فيه، وبتنكة قاز لسراج المسجد ولكنه قال: أوقيمتها، وهذه الكلمة لها أهميتها التي لا ندري هل أدركها فهد الرشودي رحمه الله أم لم يدركها وهي أنه ربما يوجد نوع آخر من وقود السرج - جمع سراج - غير القاز الذي هو السائل المعروف بـ (قاز الاستصباح) وقد حدث هذا بالفعل، إذ استبدل النّاس الكهرباء به.

ثم ذكر بيت أمه رقية، ولم يذكر بقية اسمها وهي (رقية بنت عبد الله الخماس) عرفنا ذلك من أوراق أخرى، وقد ذكرناها ولا شك أنّه لم يذكر بقية اسمها اعتمادا على أن الأوصياء على وصيته يعرفونها ويعرفون اسمها، والدليل على ذلك أنّه كان لها بيت يظهر أن فهد الرشودي قد أعطاها إياه، أو أنّه كان عمره ووقفه لها.