إن تلك الهيئة تقضي وقتًا طويلًا في هذا العمل الكثير في آخر الصيف وهو فصل حار رطب في المنطقة الشرقية، ولم تكن توجد في البيوت والقصور مكيفات بل ولا مراوح كهربائية لأنه لم تكن توجد كهرباء في ذلك الزمان، فكانت التسلية في هذه الرحلة في إيراد النكت والقصص.
ومن النكت أن الهيئة عندما انتهت من عملها في إحدى السنين وعادت إلى الرياض أقام (ابن صالح) لزميليه مأدبة عشاء بعد صلاة العصر كما كانت العادة في مأدب العشاء واحضر فيها قرصانا واسعةً جدًّا بمعنى أنها كبيرة وذلك مع الجريش واللحم، والقرصان منشورة فوقه.
وقال لإبراهيم البليهي: شفتوا كبر قرصان ديرتنا؟ حريمكم ما يقدرن يسون قرصان كذا مثل حريمنا، فعلق إبراهيم البليهي على ذلك بقوله: الله يسلمك حريمكم: ذرعان وكرعان، والذرعان جمع ذراع وهو اليد بامتدادها والكرعان جمع كراع وهو الساق، ولذلك قرصانهن كبيرة ولا أظن فيهن غير ذلك.
وقد ضحك الجميع لأنهم أخرجوا ذلك مخرج النكتة.
[إبراهيم البليهي والأمير عبد الله بن عبد الرحمن]
الأمير عبد الله بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود هو أخو الملك عبد العزيز ومستشاره وهو رجل ذو ثقافة واسعة، ومع ذلك مغرم بالنخل وله حائط في الرياض أو الدرعية اسمه (المغتَّرَّة) من الاغترار.
وكان من عادة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله أن يزور بريدة بعد كل خمس سنوات أو نحوها زيارة مطولة يبقى فيها نحو شهر أو شهرين أو أربعين يومًا، ولكنه لا ينزل في داخل المدينة حذرًا من أن يحصل من بعض مرافقيه و (خوياه) والوفود عليه أو نحوهم أذي لبعض الناس، أو شيء مما